سلم ماريو دراغي مهامه على رأس البنك المركزي الأوروبي، بعد ثماني سنوات طُبعت بالأزمات إلى كريستين لاغارد المديرة العامة السابقة لصندوق النقد الدولي. وتتم مراسم انتقال المهام من دراغي إلى لاغارد مع تقليد تسليم جرس الرئيس، وهو نسخة مكبّرة عن الجرس الذي يتوسط طاولة مجلس الحكام في الطابق ال41 من مقر المؤسسة، فعليًا غدًا الخميس وأعلنت لاغارد، أول امرأة تتولى هذا المنصب، عزمها على تغيير ثقافة المؤسسة المالية من خلال تحديث لغة تواصلها والتشديد على المساواة بين الرجل والمرأة فيها وتعزيز تحركها من أجل المناخ، غير أن المهمة الأكثر إلحاحًا للاغارد؛ المبتدئة في مجال السياسة النقدية، ستقضي بتسوية الخلافات داخل مجلس الحكام، هيئة القرار فيما يتعلق بمعدلات الفائدة في منطقة اليورو، وشهد مجلس الحكام المؤلف من 25 عضوًا، ستة منهم من الهيئة الإدارية للبنك المركزي الأوروبي و19 من المصارف المركزية في المنطقة، مواجهة في سبتمبر (أيلول) بين مؤيدي ومعارضي حزمة تدابير الإنعاش النقدي. وتضمنت هذه الإجراءات التي عاد البنك المركزي الأوروبي وأكد عليها، تخفيض معدل الفائدة وإنعاش اقتصادي موضع جدل، كما تعتزم المؤسسة الشروع اعتبارا من نوفمبر (تشرين الثاني) بإعادة شراء ديون من السوق، وهو إجراء موضع جدل كبير سبق أن طبق بين مارس (آذار) 2015 ونهاية 2018، وذلك على أمل إنعاش اقتصاد تأثر بالحروب والخلافات التجارية. أكدت لاغارد خلال جلسة مثولها في مطلع سبتمبر أمام البرلمان الأوروبي، تأييدها للحفاظ على السياسة النقدية «السخية» التي اعتمدها دراغي، حتى لو أن البنك المركزي الأوروبي يفشل منذ سنوات في تحقيق الهدف القاضي بنسبة تضخم أقل بشكل طفيف من 2 %. كريستين لاغارد مادلين أوديت (مواليد 1 يناير 1956) محامية فرنسية رئيسة البنك المركزي الأوروبي منذ 1 نوفمبر 2019، شغلت منصب مديرة عام لصندوق النقد الدولي منذ 5 يوليو 2011 حتى تخلت عنه بعد ترشيحها كرئيس للبنك المركزي الأوروبي، وعينت سابقًا كوزيرة المالية والشؤون الاقتصادية والصناعية في فرنسا من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في يونيو 2007، كما شغلت سابقًا منصب وزيرة الزراعة والصيد وكوزيرة للتجارة في حكومة دومينيك دو فيلبان، تعتبر لاغارد أول امرأة تتقلد منصب وزير الشؤون الاقتصادية في مجموعة الثمانية، وأول امرأة تترأس صندوق النقد الدولي