صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بأن حكومة المملكة العربية السعودية تابعت إعلان رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية دونالد ترامب عن نجاح جهود ملاحقة قائد تنظيم «داعش» الإرهابي أبوبكر البغدادي والقضاء عليه، وأضاف المصدر بأن حكومة المملكة تثمن جهود الإدارة الأمريكية الكبيرة في ملاحقة أعضاء هذا التنظيم الإرهابي الخطير الذي عمل على تشويه الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين حول العالم وارتكاب فظائع وجرائم تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية في العديد من الدول ومن بينها المملكة. وأكد المصدر بأن حكومة المملكة مستمرة في جهودها الحثيثة مع حلفائها وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه والتصدي لفكره الإجرامي الخطير. وفي سياق متصل قال مصدران أمنيان عراقيان أمس، إن فرق المخابرات العراقية حققت، خلال مطاردتها الطويلة لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، انفراجة في فبراير 2018 بعد أن قدم لهم أحد كبار مساعدي البغدادي معلومات عن كيفية إفلاته من القبض عليه لسنوات عديدة. وقال إسماعيل العيثاوي للمسؤولين بعد أن اعتقلته السلطات التركية وسلمته للعراقيين إن البغدادي كان يجري أحيانًا محادثات إستراتيجية مع قادته داخل حافلات صغيرة محملة بالخضروات لتجنب اكتشافها. وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين «قدم العيثاوي معلومات قيمة ساعدت فريق الوكالات الأمنية المتعددة في العراق على إكمال الأجزاء المفقودة من أحجية تحركات البغدادي والأماكن التي كان يختبئ فيها». وأضاف «أعطانا العيثاوي تفاصيل عن خمسة رجال، هو منهم، كانوا يقابلون البغدادي داخل سوريا والمواقع المختلفة التي استخدموها». وكان الطريق إلى سقوط البغدادي مليئًا بإحباطات أجهزة المخابرات الغربية والعربية، التي جمعت كمًا هائلاً من الأدلة على أماكن وجود رجل فرض سلطته بالترهيب عبر مساحات كبيرة من سورياوالعراق، وأمر رجاله بتنفيذ عمليات إعدام جماعية وقطع الرؤوس. وهو مسؤول أيضًا عن هجمات مروعة عبر خمس قارات باسم نسخته المتطرفة من الإسلام. * نقطة تحول كان تحول متشددين مثل العيثاوي أمرًا حاسمًا بالنسبة للعملاء الذين كانوا يحاولون تعقب البغدادي. وكان مسؤولو المخابرات العراقية يعتبرون العيثاوي، الحائز على درجة الدكتوراة في العلوم الإسلامية، واحدًا من كبار مساعدي الزعيم الخمسة. وانضم العيثاوي إلى القاعدة في عام 2006 واعتقلته القوات الأمريكية في عام 2008 وسُجن لمدة أربع سنوات، وفقًا لمسؤولي الأمن العراقيين. وكلف البغدادي في وقت لاحق العيثاوي بأدوار رئيسة مثل تقديم التعليمات الدينية واختيار قادة الدولة الإسلامية. بعد انهيار التنظيم إلى حد كبير في عام 2017، فر العيثاوي إلى سوريا مع زوجته السورية. وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان إن نقطة تحول أخرى حدثت في وقت سابق من هذا العام خلال عملية مشتركة ألقت خلالها المخابرات الأمريكية والتركية والعراقية القبض على كبار قادة داعش، بما في ذلك أربعة عراقيين وسوري. وقال أحد المسؤولين العراقيين، الذي تربطه صلات وثيقة بأجهزة أمنية متعددة «قدموا لنا جميع المواقع التي كانوا يجتمعون فيها مع البغدادي داخل سوريا وقررنا التنسيق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لنشر المزيد من المصادر داخل هذه المناطق». وأضاف «في منتصف عام 2019 تمكنا من تحديد إدلب كموقع كان البغدادي ينتقل فيه من قرية إلى أخرى مع أسرته وثلاثة من مساعديه المقربين». وذكر أن المخبرين في سوريا رصدوا بعد ذلك رجلاً عراقيًا يرتدي غطاء رأس متعدد الألوان في أحد أسواق إدلب وتعرفوا عليه من صورة. كان الرجل هو العيثاوي وتتبعه المخبرون إلى المنزل الذي كان يقيم فيه البغدادي. وقال المسؤول «نقلنا التفاصيل إلى وكالة المخابرات المركزية التي استخدمت قمرًا صناعيًا وطائرات بدون طيار لمراقبة الموقع خلال الأشهر الخمسة الماضية». وقبل يومين، غادر البغدادي الموقع مع أسرته لأول مرة، حيث كان يسافر بحافلة صغيرة إلى قرية قريبة. وقال المسؤول «كانت هناك آخر لحظاته على قيد الحياة». * أعداء محليون والخالدي مفتاح البحث كان البغدادي هاربًا من أعداء محليين في سوريا. وكانت هيئة تحرير الشام، التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة والتي تهيمن على إدلب، تقوم بعملية بحث خاصة بها عن البغدادي بعد تلقي معلومات عن وجوده في المنطقة، وفقًا لقيادي في جماعة متشددة بإدلب. وكانت جبهة النصرة وداعش خصمين وخاضا معارك دامية ضد بعضهما البعض في الحرب السورية.