اعتقل الجيش اللبناني إحدى زوجات زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي ونجلهما في شرق البلاد قرب الحدود مع سورية قبل نحو عشرة أيام، وفق ما أفادت الثلثاء مصادر أمنية وعسكرية لوكالة "فرانس برس". وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن "مخابرات الجيش اللبناني تمكّنت من اعتقال إحدى زوجاته (البغدادي) عندما كانت تتنقل برفقة نجلهما قرب بلدة عرسال" عند الحدود اللبنانية السورية، مضيفاً أن عملية الاعتقال جرت "قبل نحو عشرة أيام". وأشار المصدر إلى أن "السلطات تكتّمت على عملية الاعتقال لإفساح المجال أمام اتخاذ الإجراءات الأمنية الاستباقية المناسبة". وأكد مصدر عسكري عملية الاعتقال، مشيراً إلى أن المرأة المعتقلة "شابة تحمل الجنسية السورية، وعمر ابنها بين ثماني وتسع سنوات". من جانب آخر ذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤول أمني لبناني ومصدر سياسي كبير، أن "الزوجة عراقية الجنسية وتدعى سجى الدليمي"، وقال المصدر إن "اعتقال الدليمي يمثل ورقة مساومة مهمة لممارسة ضغوط في المفاوضات الجارية للإفراج عن 27 من أفراد قوات الأمن اللبنانية أسرهم مقاتلو "داعش" وجبهة "النصرة" في آب (أغسطس) الماضي قرب الحدود السورية". وقال مسؤول أمن لبناني وفقاً ل"رويترز"، إن زوجة البغدادي كانت تسافر برفقة إحدى بناتهما، في تناقض مع تقارير سابقة قالت إنها كانت تتنقل برفقة أحد أبنائها، موضحاً أن اختبارات الحمض النووي "دي.أن.إيه" أجريت للتأكد من انها ابنة البغدادي. ولم يرد أي رد فعل فوري على المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" حول الحادث، على رغم أن بعض مؤيدي الجماعة كذبوا التقرير. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يدرسون التقارير الواردة من لبنان. وقال مسؤول إنه إذا كانت كانت إحدى زوجات اأو بنات البغدادي قد اعتقلت فإن الولاياتالمتحدة تعتقد أن بوسعها أن تتعرف عليهما بصورة مؤكدة إلا أن المسؤول لم يفصح كيف سيتسنى له ذلك. ولم يرد أي رد فعل فوري على المواقع الإلكترونية التابعة للدولة الاسلامية رغم أن بعض مؤيدي الجماعة كذبوا التقرير. وقال خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية الاقتصاد في جامعة لندن فواز جرجس وفق ما نقلت "رويترز": " تحدثت إلى عدد قليل من الناس أبلغوني بأنها عملية اعتقال منسقة بين أجهزة المخابرات الأميركية والجيش اللبناني"، مضيفاً:" لو كنت أبو بكر البغدادي لانتابني القلق البالغ من أنهم يقتربون جداً، إنه تطور... مخيف للغاية بالنسبة الى "داعش" وقياداتها". وكانت الدليمي بين 150 امرأة أفرج عنهن من سجن تابع للحكومة السورية في آذار (مارس) في إطار مبادلة للسجناء تم بموجبها الإفراج عن 13 راهبة أسرهن مقاتلون مرتبطون بتنظيم "القاعدة" في سورية. ويُعتبر أبو بكر البغدادي، الذي نصّب نفسه "خليفة" ويفرض سطوته على مناطق تمتد بين العراق وسورية، رجلاً نادر الظهور، وتحوّل خلال أشهر إلى أحد أخطر المطلوبين في العالم. ويشن الأمن اللبناني حملة على المتعاطفين مع "الدولة الإسلامية" في لبنان وأصبحت أجهزة المخابرات أشد يقظة عند المعابر الحدودية. واعتقلت السلطات خلال الأشهر القليلة الماضية عدداً من الأشخاص الذين يشتبه بأنهم من مقاتلي "الدولة الإسلامية" الذين يشنّون هجمات لتعزيز نفوذ التنظيم المتشدّد في لبنان الدولة المجاورة لسورية. ولعرسال حدود طويلة مع منطقة القلمون السورية، وهي شهدت معارك عنيفة في الثاني من آب (أغسطس) بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سورية ومن مخيمات اللاجئين السوريين داخل البلدة استمرت خمسة أيام وتسببت بمقتل عشرين جندياً لبنانياً و16 مدنياً وعشرات من المهاجمين، الذين انسحبوا بعدها إلى جرود عرسال وإلى الداخل السوري محتجزين عدداً من العسكريين ومن عناصر قوى الأمن الداخلي، قتلوا بعضهم في وقت لاحق ولا يزالون إلى اليوم يحتجزون 27 منهم.