صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يواجه خطر العزل، من لهجته على تويتر ، اليوم الإثنين، معيدا إحياء نظريات مؤامرة، ومتحدثا عن وجوب توقيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب المنتمي للحزب الديموقراطي بتهمة الخيانة، ومحذّرا من حرب أهلية. ويشن ترامب هجوما واسع النطاق وفي كل الاتجاهات بعد مضي الديموقراطيين في مجلس النواب قدما في التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس البالغ 73 عاما بتهمة استغلال السلطة. وكتب ترامب على تويتر، اليوم: "إنه أكبر اضطهاد سياسي في تاريخ بلادنا". واعتبر ترامب أنه يجب توقيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف الذي يرأس لجنة التحقيق الرامي إلى عزله، بتهمة الخيانة. وكان شيف قد استهل جلسة الكونغرس الأسبوع الماضي لوصفه ترامب بزعيم عصابة يمارس ضغوطا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق بشأن خصمه جو بايدن، المرشح الأبرز لانتخابات 2020 الرئاسية. وكان عميل في الاستخبارات قد تقدّم بشكوى بشأن مكالمة هاتفية جرت في 25 يوليو بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني أدت إلى فتح مجلس النواب تحقيقا لعزل الرئيس. وإذا صوتت الأكثرية المطلقة في مجلس النواب الأميركي المؤلف من 435 عضوا على عزل الرئيس الأميركي، عندها سيواجه ترامب محاكمة في مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية، حيث تتطلب إدانته، وتاليا عزله، غالبية الثلثين. وتعرّض شيف لانتقادات حادة في وسائل الإعلام المحافظة على خلفية تقمّصه شخصية الرئيس في تصرّف أراد منه إبداء استيائه من تصرّف ترامب كزعيم عصابات. وعمّا قاله شيف كتب ترامب "لم يكن للأمر أي علاقة بما قلته خلال الاتصال الهاتفي. فهل يتم توقيفه بتهمة الخيانة؟". حرب أهلية وأثار ترامب الاستغراب بإعادة تغريده تصريحات أدلى بها القس المعمداني روبرت جيفريس لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية حذّر فيها من مخاطر اندلاع "حرب أهلية" إذا ما جرى عزل الرئيس. واقتبس ترامب تصريحات جيفريس كاتبا "إذا نجح الديموقراطيون في إقالة الرئيس من منصبه (وهو ما لن ينجحوا فيه) سيؤدي ذلك إلى شرخ أشبه بحرب أهلية لن تشفى منه بلادنا". واستدعت تغريدة ترامب إدانات من نواب جمهوريين، بينهم آدم كينزينغر النائب عن إيلينوي. وجاء في تغريدة أطلقها كينزينغر "لقد زرت دولا دمرّتها حرب أهلية"، مضيفا ردا على ترامب "لم أتخيل يوما أن يكرر رئيس تصريحا كهذا. إنه أمر يتخطى الاشمئزاز". كذلك انتقد ريتشارد باينتر، المسؤول السابق في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، تصريحات ترامب حول الحرب الأهلية. وقال باينتر الذي انسحب من الحزب الجمهوري إنه "لا يمكن السماح لرئيس يهدد بحرب أهلية إذا لم تصب عملية سياسية في مصلحته، بقيادة جيش الولاياتالمتحدة"، مضيفا "يجب إقالته من منصبه فورا". وأعاد ترامب إحياء نظريات مؤامرة تفترض إحداها أن أوكرانيا هي المسؤولة عن قرصنة الخادم الإلكتروني للحزب الديموقراطي وسرقة رسائل البريد الإلكتروني خلال حملة الانتخابات الرئاسية في العام 2016، وليس روسيا. وعن نظرية المؤامرة قال مستشار ترامب السابق للأمن الداخلي توماس بوسرت لشبكة "ايه بي سي" الأميركية إنها "مفضوحة تماما". وكان ترامب قد طلب خلال محادثة هاتفية أجراها مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي النظر في هذا الأمر، كما وإجراء تحقيق يطال خصمه الديموقراطي المرجح جو بايدن ونجله هانتر الذي كان عضوا في مجلس إدارة شركة نفط أوكرانية. وبالإضافة إلى الديموقراطيين طاول هجوم ترامب وسائل الإعلام، التي عادة ما ينتقدها بشكل حاد. وجاء في تغريدة أطلقها الرئيس الأميركي "هؤلاء الديموقراطيون المنتمون لليسار المتطرف، والذين لا ينجزون شيئا، يتسببون بأذى كبير لبلادنا"، مضيفا "إنهم يكذبون ويغشّون أكثر من أي وقت مضى في تاريخ بلادنا بهدف زعزعة استقرار الولاياتالمتحدة الأميركية وانتخاباتها المقبلة في عام 2020". وتابع "إنهم كما والإعلام المضلل خطيرون وسيئون". خاطروا بمسيرتكم المهنية واقتصر عدد منتقدي ترامب في الحزب الجمهوري على خلفية المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأوكراني على قلة من نواب الحزب، إلا أن السناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا جيف فليك طالبهم الإثنين بالخروج عن صمتهم. وكتب فليك في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية "زملائي في الحزب الجمهوري، لقد حان الوقت للمخاطرة بمسيرتكم المهنية من أجل مبادئكم". وتابع "سواء كنتم تعتقدون أن الرئيس يستحق العزل أم لا، أنتم تعلمون أنه لا يستحق أن ينتخب مجددا". وكتب متوجها إلى الذين يؤمنون بشعار "أميركا أولا" أنه "من الأهمية بمكان في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا أن (نطبق) كلنا (هذا الشعار) الآن". وأضاف "صدّقوني حين أقول إنه يمكنكم إيجاد عمل آخر. لكن لا يمكنكم إيجاد نفْس أخرى".