مما لا شك فيه أن مكافحة الفساد هو نهج مستمر في التطوير والتقدُّم السريع لعجلة النمو والتنمية للوطن ومُقدّراته، والحرب على الفساد شعار رفع رايته خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بقوةٍ وحزم تجاه كل مفسد وفاسد في أرجاء الوطن، والتصدِّي له مستمر للحدِّ مِن نموّه وانتشاره بين كل فئات المجتمع وقطاعاته. ورغم أن الفساد هو ظاهرة عالمية تظهر في معظم الدول الكبرى والصغرى، إلا أنه يمكننا القول: إن القطاع الحكومي هو مَن يكثر فيه لانفراده بتقديم الأنشطة والخدمات والتراخيص وغيرها للمجتمع، وقد يكون ساعد على ذلك أيضًا تنامي خبرة الموظفين ومعرفتهم بالأنظمة والإجراءات، التي تُمكّنهم من تحقيق مصالحهم على حساب المصلحة العامة، كذلك ضمان الاستمرارية في الوظيفة والموقع وصعوبة الفصل من العمل مهما ارتكب من مخالفات، مما يتطلب مزيدًا من المراقبة والمحاسبة والمكاشفة. آفة الفساد مدمرة، فهي عائق أمام رؤية وتطلعات المملكة، وكان لابد من مكاتفة الجميع حكومةً وشعبًا لمحاربتها، وعدم التغاضي عن صغيرها قبل كبيرها، ولابد للجميع أن يدرك جيدًا أن آلة انتزاع الفساد تسير بقوة نحو أهدافها لاجتثاث كل فاسد متضخم، وكل من يحاول أن يختبئ، ويظن أنه بعيد عن طائلة الحساب، فهو واهم كبير، وأنا على يقين بأننا سوف نرى قريبًا ونسمع عن نزوح واندثار فطاحلة الفساد في مختلف مستويات القطاعات، فمَن أمن العقوبة أساء التصرف، ودورنا كمواطنين أن نتعاون مع هيئة مكافحة الفساد بالإبلاغ عن أي شبهة أو تقصير من قِبَل أي موظف في تقديم الخدمة لأي مواطن. مازن الكهموس.. قائد الهيئة في المرحلة القادمة، أشار إلى أنه سيسعى ليأخذ كل مواطن سعودي حقه المشروع، سواء في تقديم المشروعات الحكومية أو المنافسة عليها، لافتًا إلى أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجّهه بإعلامه عن أيّ وزير لا يتعاون مع الهيئة في المرحلة المقبلة، مع العمل بتغيير منظومة عمل الهيئة، والقضاء على الإجراءات البيروقراطية، ونقل تحذيرًا شديد اللهجة من ولي العهد، حيث قال: وجّهني سموه بأن المرحلة المقبلة ستكون لاستئصال الفساد وسط الموظفين الحكوميين المتوسطين والصغار الفاسدين منهم فقط. بقي أن نشير إلى أن حرص الدولة على مقدراتها ومصالح مواطنيها يلقى الاهتمام والرعاية الدائمة من القيادة بشكلٍ مستمر، وأنها تسير وفق خطى ثابتة نحو مستقبل واعد، ولابد أن يتم إقصاء كل متهاون أو فاسد يُحاول أن يُعيق هذا التقدم الذي يُحقِّق رؤيتنا، وتطاله يد الحزم، ونرجو لرئيس الهيئة أن يحقق أهدافها بخطوات متسارعة تتناسب مع تطلعات القيادة والمواطن.