* «شهر مارس 2011م» كان إطلاق (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة») أمَلاً بأنْ تُمَارس دورها في تعزيز الشفافية، وكشف الفساد الإداري والمالي، وكذا في مكافحته بقوانين وضَربَات استباقية تحمي الوطن والمواطن، وتساهم في حفظ الحقوق والمَال العام. * مَضَت «ثماني سنوات تقريباً» منذ انطلاقاتها، وتعاقب على رئاستها العديد من المسؤولين، ولكن -مع التقدير لهم جميعاً- فإن ما قامت به «نَزاهَة» خلال تلك السنوات لم يرتقِ للطموح؛ لِمَا أن جهودها ركّزت على الجانب التوعوي والعبارات الوَعْظِيَّة في مخاطبة المجتمع البريء، وإقامة وحضور المؤتمرات والندوات وتبادل الزيارات مع المؤسسات داخل المملكة وخارجها، وعَقْد الشَّراكات هنا وهناك؛ وكل ذلك جعلها تُبحر بعيداً عن رسالتها النبيلة، وهي متابعة قضايا وملفات الفساد في دهاليز «بعض المؤسسات الحكومية الخَدَمِيَّة». * واليوم ومع صدور أمر (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز) بتعيين «الدكتور مازن بن إبراهيم الكهموس» رئيساً ل(الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد) يتطلع أبناء الوطن لأن تعيد الهيئة حساباتها، وأن تتفرَّغ لممارسة مهامها الحقيقية؛ ولاسيما و(سلمان الحَزم، وولي عهده الأمين محمد المجد) حريصان -حفظهما الله تعالى- على اجتثاث الفساد بكافة صُوره وأساليبه، وأياً كَان صَانِعُه، وتأكيداً على ذلك لن تنسى الذاكرة السعودية «مساء السبت 4 نوفمبر 2017م»، حيث جاء الإعلان صراحةً عن توقيف طائفة من «الأمراء والوزراء وكبار الشخصيات القيادية» بِتُهَمٍ تنوعت بين الاستيلاء على المال العام، والتّكَسّب غير المشروع عن طريق دفع الرشاوى، وغسيل الأموال، وكذا التلاعب بمناقصات المشروعات الحكومية. * أخيراً نثق جداً ب(قيادات نَزاهَة ومنسوبيها الأعزاء)، ومازلنا ننتظر منهم الكثير في كشف الفساد الذي قد يدار خلف الأبواب المغلقة، وكما -ذكرتُ ذات مقال- مازلتُ أحلمُ بذلك اليوم الذي تعقد فيه مؤتمراً صحفياً دَوْرِيَّاً، تُعْلِن من خلاله تفاصيل قضايا الفساد وخلاياه التي كشفتها، معلنة أسماء مَن تورَّطوا فيها، كما تفعل «وزارة الداخلية» مع الجماعات الإرهابية، فمتى يأتي ذلك اليوم؟!.