كشف الباحث المهندس عادل بن قاسم السميري أن انتقال مكةالمكرمة إلى مدينة ذكية سيحقق الكثير من الخدمات والراحة لقاصدي وحجاج بيت الله الحرام ويتناسب مع رؤية المملكة 2030 بأن تستضيف مكةالمكرمة 30 مليون حاج ومعتمر سنويًّا، مشيرًا أن مضمون المدينة الذكية يشمل البيئة الذكية والاستدامة والنقل الذكي والاقتصاد الذكي وغيره، كذلك أثبتت تجارب المدن الذكية بوفورات مالية بسبب تطبيق المدن الذكية على المدى البعيد وتم ذكر أكثر من 12 تجربة في ذلك على مستوى العالم. وقال في حوار مع «المدينة» بعد نيله درجة الماجستير بامتياز في أول بحث علمي يتناول مكةالمكرمة والحرمين الشريفين كمدن ذكية أنه سيوجد شهريًّا في مكة والمسجد الحرام أعداد من الزوار توازي أرقام الحجيج، وذلك بعد أن تصبح مكة مدينة ذكية. وقال إنه اقتراح منظومة لإثراء ضيوف الرحمن على مراحل (إثراء قبل القدوم - عند الوصول – أثناء الإقامة – بعد المغادرة بالإضافة إلى تفصيل في أنواع الإثراء كالمادي أو المعنوي وكذلك ثقافي-روحي -والإثراء الديني والتوجيهي .. وأوضح أنه سيتم استبدال النماذج التقليدية إلى نماذج وهياكل ذكية تنسجم مع التطور التكنولوجي كما تقوم جميع الجهات سنويًّا بعمل الخطط اللازمة وحشد جميع طاقاتها لذلك من موارد بشرية ومالية. ولذلك الطرق التي تستخدمها الوزارات والهيئات في إدارة مكة وتشغيلها وتقديم الخدمات. •• ما سبب اختياركم موضوع تحول مكةالمكرمة إلى مدينة ذكية وما هو مفهومها ؟ التناغم والانسجام مع رؤية المملكة وما ورد بها من برامج وبتوجيهات ودعم وتحفيز معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ورغبتي في وضع رؤية استراتيجية لتمكين رؤية 2030 من استيعاب القاصدين في المسجد الحرام وإثراء تجربتهم في ضوء المؤشرات العالمية للمدن الذكية، المفهوم هي المدينة التي استغلت التطور التقني في إدارتها وتشغيلها من خلال بنى تحتية متطورة وذكية تساهم في إثراء وسعادة من يعيش فيها من مواطنين أو سائحين أو قاصدين ومحققة في ذلك تنمية مستدامة. •• ما هي التحديات التي تواجه المدن في العالم اليوم ؟ التحديات كثيرة ومن أبرزها (الزيادة السكانية -التحضر-التلوث البيئي-الهدر في استخدام الموارد الطبيعية أو انعدامها أحيانًا-الاستدامة-طرق النقل -الاقتصاد – طرق المعيشة – إدارة وتشغيل وتخطيط المدن-تقديم الخدمات.... إلخ) ومكةالمكرمة (المدينةالمنورة – والمشاعر – والمسجد الحرام) من ضمن هذه المدن التي تواجه هذه التحديات بالإضافة إلى الاستعداد إلى تحدي 2030 (30 مليون معتمر) وإلى ما بعده ولاستيعاب هذه الحشود الكثيرة في أعدادها والمتنوعة في ثقافاتها ولغاتها واحتياجاتها وهو تحدٍ كبير جدا ،، ولكن مكة لديها من الفرص الكبيرة التي تستطيع تجاوز هذه التحديات ومنها (القيادة الرشيدة– الدعم المالي– الإرادة- التطور التكنولوجي -الحوكمة– الشراكة مع القطاع الخاص) وهي أكثر جاهزية من غيرها للتحول إلى مدينة ذكية وأن التحول إلى مدن ذكية ليس خيارًا أو رفاهية للمدن بل هو الحل لتجاوز هذه التحديات •• ما هو منهج البحث العلمي الذي قمت به وهل هو الأول من نوعه ؟ نعم يعتبر هذا البحث من أوائل البحوث العلمية التي تناولت المدن الذكية في المملكة وهو أول بحث علمي عن المدن الذكية في مكةالمكرمة والمسجد الحرام وتم استخدم المنهج الوصفي ، وأداة الاستبانة كأداة لجمع البيانات في جزء من البحث وكذلك التحليل والمقارنات مع أكثر من 15 تجربة عالمية ناجحة لمدن ذكية والرجوع لأفضل الممارسات العالمية التي استخدمت للتحول إلى مدن ذكية وكذلك دراسة بعض حلول الشركات التقنية العالمية التي قدمت حلولها في ذلك بالإضافة إلى تحليل علمي لأكثر من 10 منظمات عالمية وضعت معايير ومؤشرات للمدن الذكية والمستدامة ومجتمع الدراسة فيما يخص الاستبانة هم قاصدو المسجد الحرام على اختلاف أنواعهم (مصلين. معتمرين. حجاج. طالبي علم .. •• كيف تقيمون ما تحقق للرئاسة في السنوات الأخير من نقلة تطويرية في مجال التقنية ؟ لاشك أن معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتورعبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أحدث نقلة نوعية تطويرية كبرى في الرئاسة وهي مرحلة غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة من خلال خطط استراتيجية وعمل مؤسسي واستقطابات وشراكات وابتعاث وغيره -ولم يترك شيئًا في الحرمين الشريفين إلا سعى إلى تغييره وتحسينه بدعم من القيادة •• كيف يمكن أن تستوعب مكة والمسجد الحرام 30 مليون معتمر و6 ملايين حاج سنويًا وكيف يكون إثراؤهم ؟ هذا العدد في 2030 يعني أن تستضيف مكة 2.5 مليون شهريًّا وهو نفس عدد الحجاج لموسم الحج ( شهر تقريبًا) أي أن العدد يتكرر شهريًّا في مكة والمسجد الحرام.– أي لابد من الاستعداد كما تقوم به جميع الجهات سنويا وتقوم بعمل الخطط اللازمة شهريا وحشد جميع طاقاتها لذلك من موارد بشرية ومالية .ولذلك الطرق التي تستخدمها الوزارات والهيئات في إدارة مكة وتشغيلها وتقديم الخدمات فيها في 2030 وبعده تحتاج إلى تغيير جذري لمواكبة هذه الإعداد والحشود لجميع الجهات التي تشارك في خدمة ضيوف الرحمن ( البلديات – الحج والعمرة – شؤون الحرمين .وزارة الصحة وغيرها . واستبدال النماذج التقليدية إلى نماذج وهياكل ذكية تنسجم مع التطور التكنولوجي. أما بخصوص كيف يتم إثراء التجربة فقد عرف الباحث إثراء التجربة: بإِغناء وتزويد جميع من قصد بيت الله الحرام من (مصلين أو معتمرين .الخ) بخدمات ومعلومات بجودة مميزة، محققة جميع تطلعاته، وتاركةً أثرًا إيجابيًّا لا ينساه وقد تم اقتراح منظومة للإثراء (إثراء قبل القدوم-عند الوصول –أثناء الإقامة – بعد المغادرة بالإضافة إلى تفصيل في أنواع الإثراء كالمادي أو المعنوي وكذلك ثقافي-روحي -والإثراء الديني والتوجيهي ... الخ) وصولا إلى الإثراء الغير مباشر والذي كان غاية البحث بعد تحقيق الإثراء المباشر للقاصد نفسه بأن يؤثر فيمن حوله (محيطه) ويسرد لهم تجربته بكل ما تحمله من إيجابية بعد رجوعه لموطنه وتم عرض لبعض تجارب دول العالم في موضوع تجربة السائحين وربطها بالبحث وثم الإثراء بعد التحول إلى مدينة ذكية ( كالمعارض الافتراضية – الإرشاد المكاني والزماني الذكي – الخدمات الذكية ..) •• هل يمكن أن يتم تطبيق البحث ميدانيًا وعمليًا في المسجد الحرام ؟ نعم وقد اجتهدت في توفير بعض الأجهزة والتقنيات وذلك بهدف أن يتحول البحث من دراسة علمية إلى دراسة عملية. فتم تطبيق مفهوم الأبواب الذكية في المدن الذكية وكيف تستطيع هذه الأبواب اتخاذ القرارات اللازمة والمساعدة في إثراء التجربة وتم توفير (نوعين من الحساسات -واذرعه تحكم بالباب وملحقاتها –متحكم - شبكة واي فاي – منصة انترنت الأشياء..وكيف تقوم هذه الحساسات بتجميع المعلومات آليًا وبدون تدخل بشري واتخاذ القرار المناسب في متى يتم إغلاق هذه الأبواب او فتحها من خلال استخدام ( انترنت الأشياء )والتي تعتمد عليها المدن الذكية .وبعمل التحليلات والتنبؤات (بالاعتماد على السيناريوهات) من خلال شاشات تحكم وإرسال أشارات إلى أنظمة أخرى يتم التكامل معها ( مثل نظام التفويج في وزارة الحج ) أو ( الدفاع المدني ) أو غيره من (جهات يتم تبادل المعلومات معها ) لاتخاذ قرار متى يتم إيقاف التفويج أو السماح. كأن يتم تفويج حجاج جنوب شرق آسيا من أبواب (؟)و(؟)و(؟) وحجاج الدول العربية من أبواب أخرى وفي أوقات محددة. وإدارة ذكية للحشود وكذلك في حال لا سمح الله حصل اختناق في موقع محدد يتم الإرسال آليًا(الدفاع المدني على سبيل المثال) في الموقع المحدد ومعلومات تفصيلية عن الاختناق لكي يتم توفير الاحتياجات اللازمة. هذا مثال لتطبيقات المدن الكية والأمثلة كثيرة سواء فيما يخص (البيئة الذكية والاستدامة) (النقل الذكي) (الاقتصاد الذكي) وغيره كذلك أثبتت تجارب المدن الذكية تحقيق وفورات مالية بالملايين والمليارات بسبب تطبيق المدن الذكية على المدى البعيد وتم ذكر اكثر من 12 تجربة في ذلك على مستوى العالم. •• ما هي أبرز التوصيات والمقترحات التي خلصت إليها الدراسة ؟ هناك مجموعة من التوصيات منها تبني مفهوم المدن الذكية المستدامة وتطبيقاتها المتعددة وتبني مفهوم منظومة إثراء التجربة لجميع زائري وقاصدي مكةالمكرمة والمشاعر والمسجد الحرام وإنشاء هيكل وإطار متكامل للمسجد الحرام الذكي ونموذج نضج للمدينة الذكية بالتوافق مع إطار ونموذج مكةالمكرمة الذكية واستحداث مركز معلومات تقني موحد (البيانات المفتوحة) لجميع ما يخص القاصدين منفصل عن الجهات والوزارات التي تقدم الخدمات لهم وبإشراف إمارة منطقة مكة أو الهيئة الملكية