بدأت مواكب حجاج بيت الله الحرام تغادر أراضي المملكة عبر منافذها البرية والبحرية والجوية بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام، فيما شهدت مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار بمنطقة تبوك مع بدء المرحلة الثانية والأخيرة لتوديع ضيوف الرحمن مغادرة أكثر من 12 ألف حاج وحاجة. وروى العديد من الحجاج قصتهم مع الحج وماوجدوا فيه من خدمات، والمواقف الروحانية والإيمانية التي جمعتهم بحجاج بيت الله الحرام، والنقلة النوعية للخدمات حالياً مقارنة مع الحال قبل 50 عاماً للوراء، واستذكر الحاج الأردني عبد الحليم جمعه يوسف درساً في البِر تعلمه في حج هذا العام على يد ابنه قائلاً: لقد أديت قبل خمسين عاماً الحج مع والدتي وكانت الخدمات حينها متواضعة مقارنة بما تشهده المشاعر المقدسة اليوم، فحانت لحظة وقوفنا بمشعر «عرفة» وطلبت مني والدتي - رحمها الله - حينها أن أقوم بحملها إلى جبل الرحمة. وأضاف: وفي هذا العام وبعد مرور تلك السنين حججت بصحبة ابني فهطلت علينا الأمطار في مساء الوقوف بعرفة، فاشتقت للاقتراب أكثر من جبل الرحمه إلا أن صحتي لاتساعدني ولا حتى عمري، فطلبت من ابني أن يحملني إلى الجبل فحملني بذات الطريقة التي حملت أمي حينها. وتابع: نعود وفي جعبتنا الكثير من المواقف والحكايات لكننا لا ننسى ما قدمته المملكة لنا من خدمات، لقد شاهدت كيف يتفانى الجميع في خدمة ضيوف الرحمن، ورأيت حجم التطور الكبير الذي شهدته المشاعر المقدسة والحرمين، ففي السابق كان الحج مشقة رغم الإمكانات المتوافرة حينها، لكنه اليوم ميسرًا ومريحًا في كل مراحله. أما الحاجة الفلسطينية عطوف شامخ -ذات السبعين سنة - فتقول: قصتي مع الحج بدأت عند رغبتي بأدائه قبل 5 سنوات ودخلت ضمن القرعة الخاصة بذلك وفي كل عام كنت أمني نفسي بأن يتم اختياري ولكن لم يكن يحالفني الحظ، ومن شدة تعلقي بالحج أظل متابعة للتلفاز وأتعايش مع الحجاج في كل تنقلاتهم وكأنني معهم، وفي هذا العام تم اختياري. أما الدكتور الأردني محمد اليوسف أحد منسوبي جامعة أم القرى ومعلم سابق في التعليم العام بمدينة الرياض فقال: قصة الحج بالنسبة لي ما أشاهده من تجدد يشهد به القاصي والداني في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن عاما تلو عام، وقالت الحاجة الفلسطينية حليمة جبر أبو عجينة: هذه الحجة الثانية بالنسبة لي وأيام الحج لا تنسى ويبقى كل مسلم في شوق لزيارة الأماكن المقدسة. أما الحاج الفلسطيني سعيد بن محمود ذياب فقال: لاقصة تحضرني الآن سوى مشاهد عدة لن تغيب عن ذهني مادمت حي، وهي للشباب السعودي الذي يتسابق للفوز بخدمة ضيوف الرحمن.