في العاصمة المصرية، القاهرة، يُوفِّر كلُّ مُول خدمة الإنترنت لمُرتاديه دون أيّ مقابل مادّي، ويتوفّر بذلك خياران مجّانيّان للمُرتادين هما شبكة إنترنت المُول المفتوحة، وشبكات الإنترنت الخاصّة للمحلّات التجارية والمطاعم والمقاهي الموجودة فيه!. ودعوني هنا أركّز على الشبكة المفتوحة، فلا يظنّن أحد أنّها منخفضة الجودة لِكَوْنِها مفتوحة، بل العكس هو الصحيح، بمعنى أنّها عالية الجودة وسريعة جداً وعديمة الانقطاع، بما في ذلك إجراء المكالمات المجّانية عبر وسائل الاتصال المعروفة، وهذا يدلّ على فِكْرٍ عالٍ من المُولات المصرية لجذب السُيّاح، في وقتٍ أصبح الإنترنت مثل روح الإنسان لا تفارقه إلّا عندما يأتيه اليقين!. وهذا الفِكْر العال أجده غائباً في معظم مُولَاتِنَا، رغم أنّ دخلها أعلى من دخل المُولات المصرية خصوصاً في الرياض وجدّة، بحُكْمِ ارتفاع أسعار إيجاراتها مقارنةً بالمصرية، وقد وصلت إيجاراتها لأرقام فلكية حتّى للأكشاك الخشبية في ممرّاتها، وفيها يضطرّ مُرتادو مُولاتِنا من السعوديين والمُقيمين لاستخدام شبكات جوّالاتهم الشخصية، ونادراً ما يتكرّم عليك محلّ تجاري فيها أو مطعم أو مقهى بإشراكك ولو لدقائق في شبكته الخاصّة، حتّى صار بإمكانك أن تقول في مُولاتِنا: إنترنت.. لله يا محسنين!. نحتاج لمن يُغيِّر فِكْرَ مُولاتِنا الذي فيه الكثير من الشُحّ، والشُحّ كلّ الشُحّ هو أن تربح المُولات مئات الملايين من الريالات ثمّ تضنّ بوسيلة اتصال مجّانية ّعلى مُرتاديها، ومن الخطأ اعتبار خدمة الإنترنت ترفاً لا بُدّ من تحمّل مُرتادي المُولات لتكلفته، بينما هو أصبح مثل بنود صيانة وتشغيل وتطوير المُولات، أي أنّه إحدى مسئوليات المُولات اللازمة لإنجاح أعمالها، وهي خدمة للمُستهلك الذي هو الأساس لكلّ عمل تجاري، صغُر أم كبُر. وهذا في الوقت الذي تُخطّط فيه دول كثيرة لتوفير الإنترنت مجّاناً في شوارعها المفتوحة، فكيف بمُولات مُغلقة يدفع مُستهلكونا المليارات فيها للتسوّق والترفيه والأكل؟!، ويستفيد أكبر ما يستفيد منها أصحاب المُولات؟! ولهم من هذه المليارات نصيب الأسد! ثمّ يبخلون بخدمة صغيرة التكلفة كبيرة القيمة اسمها الإنترنت؟!.