توقع مستثمرون في قطاع المولات والمراكز التجارية خروج ما لا يقل عن 20% من المراكز والأسواق الشعبية في جدة من القطاع في 2018، نظرًا لشدة المنافسة وعدم قدرتها على مواكبة متطلبات المستهلك متوقعين بقاء التاريخي والتراثي منها. وقال الرئيس التنفيذي لشركة هامات القابضة فهد اليوسف: إنه من المتوقع أن يشهد عاما 2018-2019 خروج ما يقارب 15-20% من المراكز والأسواق الشعبية القديمة أي ما بين 3-5 مراكز تجارية وأسواق شعبية من قطاع المولات والمراكز التجارية في جدة نتيجة عدم قدرتها على المنافسة والتأقلم مع الاحتياجات الجديدة للمستهلك، مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد منافسة قوية ولن يستمر في القطاع إلا المتجدد والمواكب لتطلعات المستهلك، حيث تحول المول إلى مكان ترفيه أكثر منه مكان للشراء، وقال: تشير إحصائياتنا إلى أن 50% من زوار المولات جادون في الشراء وأغلبهم من فئة العائلات وبالذات النساء في حين لازال 50% من زائري المولات يبحث عن الترفيه المتمثل بالأنشطة والفعاليات بالإضافة إلى ركن المطاعم في المول. وتابع اليوسف: إن نسبة كبيرة من المولات والمراكز التجارية في المملكة فيما عدا بعض مناطق الشمال والقصيم وحائل ستضطر لتخفيض إيجارات محلاتها لمواكبة التطورات الاقتصادية الجديدة التي يمر بها القطاع الخاص، ومن ضمن أهم إيجابيتها هو انكشاف التستر التجاري، حيث إن الرسوم الحكومية الأخيرة رفعت كلفة التشغيل وهو ما أثر على الوافد المتستر بشكل كبير وجعلت العديد منهم يفضلون الابتعاد عن المولات والمراكز التجارية والبحث عن أماكن أخرى أقل كلفة وهو ما سيكون له فوائد اقتصادية كثيرة. وقلل اليوسف من تراجع القوة الشرائية للمستهلك مشيرًا إلى أن التراجع كان في المستهلك الوافد الذي أصبح أكثر تحفظًا في الشراء، أما المستهلك السعودي وهو من تقوم عليه القوة الشرائية لقطاع التجزئة والمطاعم في المولات لم يتأثر وإنما تذبذب عند توقف البدلات الحكومية وعاد أفضل من السابق بعد عودتها. وأضاف: إن قطاع المولات سيكون من أهم القطاعات الاقتصادية في المملكة خاصة وأنه يجمع بين الترفيه والتسوق ومستقبلا الخدمة الفندقية حيث سنرى العديد من الشركات المالكة للمولات تحرص على وجود فندق ملحق بالمول لإقامة الزوار القادمين من خارج المدينة والاستمتاع بخدمة المول. ويوافق المدير الإقليمي لشركة المراكز العربية أمجد جابر على أن 20% من المراكز والأسواق الشعبية وبخاصة القديمة سوف تخرج من القطاع في الفترة القادمة نظرًا لشدة المنافسة وعدم قدرته على جذب المستهلك والمتسوق والذي تغريه الإمكانيات المتطورة للمولات الحديثة التي تمزج بين الطابع الأوروبي والعربي، مشيرًا إلى أن صناعة الترفيه والتسوق أصبحت متركزة في المولات الحديثة الكبرى وليس في المراكز والأسواق القديمة، كما كان في السابق. وأضاف: لا يوجد احتكار لأي شركة للقطاع وإنما هناك من يملك القدرة على التوسع لتلبية احتياجات السوق والمستهلك، لذلك أتمنى من الجهات الرسمية تسهيل الإجراءات الحكومية المتعلقة بعمل المولات والمراكز التجارية لمساعدة المستثمرين على النمو.