تفضل أكثر من زميل وكاتب بالتعليق على مقال من أرشيفي نشرته مؤخراً بعنوان (الوأد والوئيد!)، حول تجميد عملية تطوير الإعلام الخارجي، الذي كنت وقتها وكيلاً لوزارة الإعلام لشؤونه، وقبلها حديثي عن تفويض الصلاحيات، وما دعوته «الإدارة بالمحبة». **** سألني الصديق الكاتب الأستاذ زين أمين قائلاً: «ليتك تنشر حلقات مختصرة على السوشيال ميديا عن مواقف وقرارات إدارية اتخذتها خلال مسيرتك العملية.. إنني أدرك أنها ثرية جداً وفيها الكثير من العبر والتجربة». بينما علق الكاتب الصديق الإعلامي القديم شكيل الحامد على قرار نقلي لوزارة الخارجية قائلاً: « لعل الله أحسن بك إذ أخرجك من الاعلام وجاء بك الى الخارجية بعد أن نزغ الحاسدون بينك وبين الإعلام الخارجي»!. **** وأقول لأخي الأستاذ زين أمين أنني كنت قبل عدة سنوات قد بدأت في كتابة ما اعتبرته «سيرة ذاتية» أضع فيها تجربتي في العمل كتبت منها ما يقارب المائة صفحة، وكانت بعنوان مبدئي (بين الإعلام والدبلوماسية)، لكني عدت وتركت ما كتبت على حاله، وقلت لنفسي، وأعتقد أن هناك من سيوافقني: من أنت أصلاً حتى تكتب سيرة.. وخرِطي؟! **** أما ما ذكره أخي شكيل حول ما اعتبره مزايا النقل للخارجية، بعيداً عن الإحباطات، فأقول له وما أدراك أن الخارجية استقبلتني بالأحضان؟ فلولا اقتناع ودعم ومساندة سمو الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- الذي أراد آنذاك استحداث منصب «المتحدث الرسمي باسم الوزارة»، لأصابني القنوط واستسلمت للحرب غير المُعلنة على كل «مُقتحم» لأسوار وزارة الخارجية العتيدة. ولا أنسى فيما بعد تأكيد هذا الشعور في اجتماع بمكتب سفيرنا في واشنطن الأمير بندر بن سلطان الذي قال في حديث معه بأنهم يعتبروننا، أنت وأنا، دخلاء على وزارة الخارجية!. **** ولا أريد أن أخوض هنا في تفاصيل انتقالي لوزارة الخارجية فقد صاحبه قصة درامية من الصعب الحديث عن تفاصيلها، وتداعياتها. لكن كل ذلك لم يجعلني بعيداً عن وزير الإعلام -آنذاك- الأستاذ علي بن حسن الشاعر رحمه الله، ولا عن حمل كل واجب الاحترام والتقدير لمعاليه، بل إنني كتبت في جريدة الجزيرة مقالاً بعنوان: (وهذه شهادتي في الوزير الشاعر)، بتاريخ 04 فبراير، 2004، بعد أن مسه البعض بالنقد الخارج عما أعتبره أدب الاختلاف. #نافذة: إن يحسدوني على موتي، فَوَا أسفي.. حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ يزيد بن معاوية