أعادت وزارة الصحة؛ ممثلة في مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، الأمل لحاج إيراني لتمام مناسك الحج بعد اكتشاف ورم في الغدة النخامية من النوع النازف كاد يفقده بصره وعدم إتمامه الفريضة قبل تدخل فريق جراحي من قسم المخ والأعصاب وإجراء عملية جراحية عاجلة تكللت بالنجاح ولله الحمد. ويروي رئس الفريق الجراحي، استشاري جراحة الأعصاب بمدينة الملك عبدالله الطبية، سلطان الصيعري، تفاصيل ما جرى بقوله: " تلقيت اتصالاً عاجلاً من أحد الزملاء بمستشفى الملك فيصل التخصصي في مكةالمكرمة بوجود حالة حرجة لحاج، وتحتاج إلى تدخل جراحي عاجل، وعلى الفور تم قبول الحالة بشكل سريع. وعند وصول الحالة إلى قسم العناية المركزة العصبية؛ اتضح أن المريض يبلغ من العمر 58 عامًا، ويعاني من ورم بالغدة النخامية، وكان الورم من النوع النازف، والذي تسبب بضعف في البصر، وتأثر في مدى المجال البصري في كلتا العينين، بالإضافة إلى وجود ضعف في عضلات العين اليسرى، مما أدى إلى استنفار جميع التخصصات ذات العلاقة؛ من قسم الأشعة، وعمل أشعة رنين وأشعة طبقية، وقسم الغدد الصماء للتأكد من وضع الهرمونات وإرسال عينات إلى قسم المختبر للتأكد من نوعية الورم بشكل دقيق، وقسم العيون الذي أكد وجود تأثر بالعينين من ضعف بالبصر والمجال البصري، بالإضافة إلى وجود عطب في العصب الدماغي الثالث المحرك للعين اليسرى، ووجود عطب في العصب السادس الدماغي في العينين. وتابع الصيعري سرد تفاصيل الحالة، مضيفًا: بعد اكتمال اللازم من تحاليل وأشعة، وبعد إقناع زوجته بضرورة إجراء العملية، وأنه - بإذن الله - سيتمكن من إتمام الحج؛ حيث كانت زوجته في البداية تفكر في الرجوع إلى إيران، قبل شرح آلية العلاج لها، والإمكانيات التي وفرتها المملكة لضيوف الرحمن؛ فوافقت، وتم تجهيز المريض ونقله إلى غرفة العمليات، واستقبال طاقم التخدير له، وتم الاتصال بقسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة تخصص قاع الجمجمة، والذين كانوا متأهبين منذ اللحظة الأولى في المشاركة في العملية. واستطرد قائلاً: " تم إجراء العملية، وبفضل من الله تم استئصال الورم بشكل كامل وبدون أدنى مضاعفات، وبعد العملية بدا المريض بالتحسن، وبدأ نظره في التحسن مع بداية تحسن جزئي في عصبي الدماغ الثالث والسادس والذي عادة ما يأخذ فترة تصل إلى ثلاثة أشهر لكي يصل إلى نسبة شفاء عالية، مشيرًا إلى أن فريقًا طبيًا عالي الحرفية شارك في العملية؛ فمن قسم جراحة الأعصاب شارك الدكتور خالد عرابي، ومن قسم الأنف والأذن والحنجرة الدكتور إسلام حزب الله، بالإضافة إلى بقية الطواقم المساعدة. وختم الصيعري إفادته بقوله: تم الاطمئنان على حالة المريض، وسيتم نقله من العناية المركزة الى إحدى غرف التنويم بعد استقرار حالته، وبإذن الله خلال خمسة أيام سيستطيع أن يكمل حجه بصحة وعافية. يذكر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وفرت جميع الإمكانيات لضيوف الرحمن لتسهيل أدائهم لفريضتهم بكل يسر وسهولة من خلال تجهيز مستشفيات مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بكفاءات طبية وفنية مؤهلة تأهيلاً عالياً وإمكانيات كبيرة بدعم كبير ولا محدود من وزارة الصحة لتقديم كافة الخدمات الطبية والارتقاء بالخدمة المقدمة بجودة وكفاءة مميزة وتحقيقاً للرؤية الطموحة 2030. كما أن مركز العلوم العصبية بالمدينة الطبية أجرى العديد من العمليات النوعية والتخصصية النادرة تضاهي مثيلاتها عالمياً وبنسب نجاح عالية بفضل من الله وهي قادرة على التعامل مع أكثر الحالات تعقيدًا وصعوبة خلال موسم الحج.