أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء بإرسال الجيش للمساهمة في إخماد حرائق كبرى تلتهم غابات في سيبيريا منذ أسابع ما أتى على ملايين الهكتارات وغطى مدنًا كاملة بالدخان، وبحسب بيان نشر على موقع الكرملين الإلكتروني فإن الرئيس الروسي اتخذ هذا القرار بعدما تلقى تقريرًا من وزير الأوضاع الطارئة يفغيني زينيتشيف، من جهتها وجهت منظمات الدفاع عن البيئة تحذيرًا في الأيام الماضية بسبب عدم تحرك السلطات الروسية في مواجهة هذه الحرائق الكبرى. وبعيد صدور بيان الكرملين أعلنت وزارة الدفاع الروسية إرسال عشر طائرات وعشر مروحيات قاذفات مياه إلى منطقة كراسنويارسك، إحدى المناطق الأكثر تضررًا حيث يتحرك حوالى 800 رجل إطفاء حاليًا، لكن المسؤول في الفرع الروسي لمنظمة غرينبيس غريغوري كوكسين اعتبر أن القرار "متأخر جدًا" ولن يغير الوضع "في شكل كبير"، وأضاف في تصريح إذاعي: "كان حريًا إخماد هذه الحرائق في مراحل أبكر حين كان ذلك ممكنًا". ووصل رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الأربعاء إلى منطقة كراسنويارسك واعدًا بتقديم المساعدة ومؤكدًا للتلفزيون أن الحرائق لا تشكل "خطرًا فوريًا" على السكان، وقال: "هناك صعوبات موضوعية: مشكلة المسافات والأماكن التي يصعب الوصول إليها والعوامل الخاصة بهذا العام"، مذكرًا بحرائق 2010 التي غطت بدخانها الكثيف مناطق عدة بينها العاصمة موسكو. وغطى الدخان المنبعث جراء تلك الحرائق حوالى مئة بلدة في المنطقة لكنه وصل أيضًا الى المدن الكبرى في منطقة التاي (سيبيريا الغربية) والأورال مثل إيكاتيرنبورغ وتشيليابينسك. وكل سنة تندلع حرائق كبرى في غابات سيبيريا الشاسعة إلى درجة أن السلطات كانت تقرر البدء بإخمادها فقط حين تشكل تهديدًا للسكان، لكن حجمها هذه السنة وصل إلى مستوى استثنائي وأثار مخاوف من أثر بيئي على المدى الطويل بحسب جمعيات مدافعة عن البيئة طالبت السلطات بالتحرك لمكافحة تلك الحرائق، وبحسب الأرقام الرسمية فإن حوالى ثلاثة ملايين هكتار من الأراضي كانت مشتعلة الأربعاء، وقالت غرينبيس: "إن 12 مليون هكتار احترقت هذه السنة".