أكدت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الاحمر أهمية توحيد الجهود الدولية لمواجهة الإتجار بالبشر بهدف تعزيز الاستجابة الدولية لتحركّات اللاجئين الكبيرة وأوضاع اللجوء من خلال تخفيف الضغوط على البلدان المستضيفة، ودعم الظروف في بلدان الأصل للعودة بأمان وكرامة منعاً للهجرة التي تعد أحد الطرق المؤدية للإتجار بالبشر. وعبرت المنظمة في ذكرى اليوم العالمي للاتجار بالبشر عن قلقها الكبير إزاء ازدياد أنشطة الشبكات الإجرامية المنظمة في مجال تهريب المهاجرين وسائر الأنشطة الإجرامية التي تلحق الضرر بالدول المستقبلة أو الدول الطاردة، وتعريض حياة المهاجرين للخطر في ظل الصراعات التي تفاقمت وتناسلت بفعل الحروب وانتشار الفقر والهروب من شبح المجاعة وغيرها. وأشار أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري إلى أن الاتجار بالبشر قضية خطيرة وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، تؤثر على الآلاف من الرجال والنساء والأطفال ممن يقعون فريسة سهلة في أيدي المتاجرين, داعيًا إلى تعزيز مبادئ التعاون والتضامن، وخلق تصور عالمي لظاهرة الهجرة واللجوء، واقتسام مسؤوليات تدبيرها، مع احترام مبدأ السيادة الوطنية والدفاع عن حقوق الإنسان والأطفال والنساء، والحد من مخاطر الهجرة، والاعتراف بالهجرة كقيمة مضافة للتنمية الاجتماعية في العالم، وتبادل المعلومات والخبرات، وإدماج المهاجرين، ومكافحة الاتجار بالبشر. وأعرب التويجري عن أسفه من تنامي ظاهرة الإتجار بالبشر ، مشيراً إلى تقرير عالمي كشف عن أن 70 % من ضحايا جريمة الإتجار بالبشر نساء وفتيات، و30 % منهم رجال وأطفال، موضحاً أن اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر الذي تحتفل به الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 30 يوليو من كل عام، يأتي لتكثيف البرامج التوعوية بخطورة هذه الجريمة، ووضع الحلول اللازمة لمواجهتها. وشدّد على أهمية مضاعفة جهود الهيئات والمنظمات الإنسانية المعنية في وضع الآليات المناسبة لدرء أخطار الإتجار بالبشر، مبيناً أنه لا يجب علينا كمنظمات إنسانية التساهل أو التسامح إزاء التعامل مع قضية الإتجار بالبشر وبخاصة عقب تنامي حركة المهاجرين بصفة فردية أو جماعية جراء الحروب الأهلية والصراعات الداخلية التي تشهدها بعض الدول العربية وللأسف مع انعدام الأمن والناجمة أيضاً عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي تعد أحد الأسباب الرئيسية لحركات الهجرة وبالذات ما تعاني منه منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة. ودعا التويجري إلى مكافحة الإتجار بالبشر والعمل على تضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة التي تعد جريمة عابرة للحدود ودولية ، ولذا تقتضي مكافحتها بالتعاون الدولي، من خلال الانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية الخاصة بمكافحة الاتجار بالبشر، بالإضافة إلى إصدار وتطوير التشريعات والقوانين ذات الصلة بمكافحه الاتجار بالبشر، ووضع عقوبات رادعه لكل من تثبت صلته بهذه الجريمة. وفي ذات السياق ، تنوه المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بجهود عدد من جمعياتها الأعضاء حيال الهجرة غير الشرعية ، والتخفيف من آثارها ومتابعة بلاغاتها وانتشال الجثث رغم أن ذلك ليس من دورها الأساسي إلا أن الإنسانية التي يتمتع بها رجال الجمعيات الوطنية .