الحياة هي الاستمرار والعمار والأمل، هي إما استهتار آني أو استثمار طويل الأجل، هي خليط من الفرص والتحديات، ومزيج من المعاني والماديات، هي طريق موصل لأعلى درجات نعيم الجِنان، أو إلى أسفل دركات جحيم النيران، وتكثر التساؤلات حول الحياة، ومدار هذه التساؤلات في الغالب حول الطريقة الصحيحة للعيش فيها، ونيل الكفاية منها، يقول (فريد ألين): أنت تعيش مرة واحدة فقط، لكن لو عشتها بشكل صحيح، فمرة واحدة تكفي. ومنذ القدم والفلاسفة والمفكرون والأدباء يسعون إلى اكتشاف أفعال تجعل حياتهم تتمدد بالعرض، وتجعلهم من المُعمّرين في الأرض، وأحد هذه الأفعال ما اكتشفه الأديب الكبير (عباس العقاد) عندما قال: لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب.. وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة - دون غيرها- هي التي تعطيني أكثر من حياة، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق. والبعض يرى في الحياة فرصة لكل من يبادر في فعل الخير للغير، وتقديم الإحسان للآخرين، فقد لا تتكرر هذه الفرص مرةً أُخرى، يقول (ويليام بين): الإنسان يعبر الحياة مرة واحدة، لذا إذا كان هناك أي خير تستطيع فعله أو أي إحسان تستطيع تقديمه لأي مخلوق، فلتفعله الآن إذاً، لأنك لن تمر من هذا الطريق مرة أخرى. ويتفق معه (توفيق الحكيم) في ذلك فيقول: بورك من ملأ حياته بعمل الخير لأنه أدرك أنها أقصر من أن يضيعها بعمل الشر. وهناك من يرى الحياة عبارة عن سلسلة من التجارب والمغامرات، والتي لا بد أن تُعاش بكافة تفاصيلها، وجميع أحوالها، بكل شجاعة وتحدٍ، فلا الخوف ينفع، ولا الخمول يُجدي، يقول (سقراط): لو كانت الحياة غير المجربة لا تستحق عيشها، فالحياة التي لم نعشها بعد تستحق التجربة. وهناك من يراها مقتصرة على تحقيق الأهداف، وانجاز الغايات، وفي ما يبقيه الإنسان من أعمال مفيدة، وانجازات عديدة، تُخلّد اسمه وتُبقي ذِكره، باختراعٍ عظيم أو إبداع فكرة، وكما قال أمير الشعراء (أحمد شوقي): وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر ومع تعدد الزوايا التي ننظر بها نحو الحياة والطريقة المثلى لعيشها، نجد تبايناً كبيراً، واختلافاً مثيراً، ولكن دعونا نتفق على أن الحياة حلوة بس نفهمها، الحياة غنوة ما أحلى أنغامها، الحياة وردة للي يرعاها، والحياة مرة وحدة نحياها، فوزوا بمتاعها وانسوا أوجاعها ليه نضيعها، الحياة حلوة.