حاولت الأقلام المستأجرة وشركات العلاقات العامة التي أنفق عليها النظام القطري ملايين الدولارات تحسين صورة أمير قطر بين الأوساط الأمريكية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، والتي كان يهدف من ورائها خروج بلاده من عزلتها عن طريق الاقتراب من الولاياتالمتحدة واستعادة توازنها، وإضفاء هالة على هذه الزيارة مبالغ فيها، لا تعكس حقيقة الاستقبال الفاتر الذي قوبل فيه أمير قطر من قبل الرئيس الأمريكي «ترامب» وأعضاء حكومته، حيث جرت العادة، وحسب البروتوكول، أن يستقبل الرئيس الأمريكي ضيفه في المطار، أو في البيت الأبيض، إلا أن ما حصل هو أن كلف الرئيس «ترامب» قائما بأعمال وزير لاستقبال «تميم»، كما لم يكن الاستقبال في البيت الأبيض، بل في موقف سيارات، استقبل الرئيس «ترامب» خلالها ضيفه لمدة 6 دقائق فقط، أعلن خلالها «تميم» للرئيس ترامب قائلا: (سأبني قواعدكم هنا) وقاطعه الرئيس ترامب قائلا: (بفلوسك ونلتقي غدًا) ، وفي الغد أعلن الرئيس ترامب بأن «تميم» أنفق 8 مليارات دولار لتوسيع وتطوير قاعدة (العيديد) العسكرية الأمريكية. كانت هذه الزيارة التي أراد فيها «تميم» أن يوجه أنظار دول معينة فاشلة بكل المقاييس، حيث أنها جاءت وسط دعوات لكُتّاب وسياسيين تطالب الرئيس الأمريكي ببحث الجرائم التي يرتكبها نظام الحمدين، والتي أنفق عليها عشرات المليارات من الدولارات، ورأت محطة (فوكس نيوز) بأن أمير قطر جاء إلى واشنطن ليتسول رضى الرئيس «ترامب»، فيما رأى رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق «جنجريتش» في تصريحات صحفية «بأن الزيارة جاءت من منطلق ضعف». العزلة التي يعيشها النظام القطري جعلته يتخبط في سياسته، ف(عين) معلقة على الولاياتالمتحدة، والأخرى معلقة على إيرانوتركيا اللتين لجأ إليهما عقب العزلة، وبمعنى آخر بين «مطرقة» الولاياتالمتحدة التي لا تتمتع بعلاقة جيدة مع كل من إيرانوتركيا، وما بين «سندان» تركياوإيران المنزعجتين من هذه الزيارة. متناقضات عدة تدور في أفكار هذا الرجل، فقد صرح لوكالة (اسوشيتدبرس) بأن إيران تمثل قوة إسلامية، وأنه لا حكمة من وراء استعدائها، وأن قطر تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من (إيران وإسرائيل)، وأن (حماس) هي الممثل الشرعي للفلسطينيين.. ويدرك الأمريكيون بأن قطر محور انتشار الفوضى في الشرق الأوسط من خلال دعمها للحركات الثورية والميليشيات الاجرامية وواحة صغيرة لأيدولوجيات حركة حماس وجماعة (الإخوان المسلمين)، وحركة (طالبان)، وتأوي قادة هذه الجماعات. كل ما يهم الرئيس الأمريكي (ترامب) وإدارته هي أن الزيارة أسفرت عن ارهاق ميزانية قطر باتفاقات ملياريه أعقبت ذلك الاستقبال الفاتر الذي تم في موقف سيارات.