* يقول الخبر: إن جدةً أمريكية ولدت حفيدتها؛ بعد أن حملتها تسعة أشهر كأم بديلة!، وذلك حتى يتمكن ابنها المثلي و(زوجه) من الحصول على مولود وتكوين أسرة بديلة!!.. وفي التفاصيل، أنجبت (سيسيل إليدج) 61 عاماً حفيدتها (أوما لويز) في ولاية نبراسكا الأمريكية، بعد أن عرضت الأم على ابنها الشاذ (ماثيو إليدج) أن تحمل في بطنها طفلا له ول(زوجه) -ليس هنا خطأ مطبعي- إليوت دوغرتي، من بويضة تبرَّعت بها ابنتها (عمة المولودة) من أجل أن تكتمل أضلاع الأسرة الشاذة (زوج وزوج وأبناء)! * أعتذر للقارئ الكريم عن هذا الخبر (المقزز)، لكن إيراده كان ضرورياً لتوضيح مدى العبثية الأخلاقية التي باتت تُهدِّد العالم من الناحية الغربية، وذلك التسارع المريع في كسر الفطرة الربانية مقابل (قذارة) الشذوذ الجنسي المتنامي في العالم الصناعي المتحضِّر، والذي يبدو أنه سيأخذ الإنسانية إلى مراتب أقل من مرتبة الحيوان، فالحيوان يأنف بفطرته عن كثير من هذه الممارسات التي تجري تحت حجج الحرية الشخصية وذرائع حقوق الإنسان..! ولا أعرف حقيقةً في ظل هذا السباق المحموم على تقديم التنازلات، إلى أين سيأخذنا هذا التآكل الأخلاقي المفزع الذي يقوده تحالف (الرأسمالية المتوحشة/ البراغماتية اللاأخلاقية)، والذي يُداهم العالم شيئاً فشيئاً، ويقلب موازينه الأخلاقية وفق وحدات القياس الشاذة! * (الأسرة البديلة) التي أرادت (سيسيل إليدج) توفيرها لابنها الشاذ من خلال حملها لجنينه، هو مصطلح خادع آخذ في الاتساع في أوساط الشواذ للتخفيف من بشاعة ممارساتهم التي لا تُخالف جميع الأديان السماوية والوضعية فحسب، بل تصطدم بقوة مع كل قوانين الكون والطبيعة ودورة الحياة.. إنه تلاعب (مقرف) بقانون إلهي عظيم من قوانين إعمار واستمرار هذا الكون من خلال التكاثر الطبيعي والمنضبط.. وللأمانة لم أجد وصفاً أقوى وأصدق لهذا العبث المهين للإنسان؛ من وصف الكنيسة الكاثوليكية حين قالت: «إن تزويد المجتمع بأبناء (التبني) لأسرة شاذة يشبه تماماً ترويج العملة المزورة في المجتمع»! * في ظل سلسلة التنازلات اليومية التي يُقدِّمها السياسيون الغربيون؛ وبعض المنظمات الحقوقية أمام جحافل الشواذ الذين يحاولون تصوير مطالبهم بالعصرية والإنسانية، تبدو الكنيسة الكاثوليكية كآخر قلاع الغرب للدفاع عن القيم التي جاهدت الأديان في سبيل ترسيخها طوال قرون، الأمر الذي يفرض -في رأيي- على كل المنظمات والهيئات الدينية والمحافظة في العالم، وخصوصاً الإسلامية منها، التنسيق بهذا الخصوص لاتخاذ موقف ديني موحَّد وقوي ومتماسك، ووضع خطوط حمراء تحمي الإنسانية جمعاء من هرطقات الشواذ التي تهددها. * الحرية المطلقة مفسدة مطلقة، واتّباع الشهوات الشخصية بلا قيود أو حدود لا يجب أن يكون هو المعيار الأول للحريات.. والأديان السماوية هي آخر معاقل الفضيلة التي يجب على البشرية دعمها أمام ضغوط الاتهام بالرجعية والقهر والهمجية.. وإلا سيشهد العالم مزيداً من السقوط الأخلاقي، وصولاً إلى زواج المحارم، والزواج من الحيوانات!.