تقع قرية الحراء التراثية بمحافظة ميسان جنوب محافظة الطائف، وهي إحدى القرى التراثية العديدة التي تشتهر بها المحافظة واستخدم في بنائها الجحر والخشب بشكل متناسق ومتداخل فالداخل إلى القرية يدخل في مغامرة بين الأزقة الضيقة وكأنه في متاهة ومن تداخل المباني يظهر لنا كيف كانت صلة الترابط بين أفرادها وكأنهم أسرة واحدة ويتوسط القرية مسجد أثري وتحيط بها مزارع الورد في منظر جميل يتناغم وحضرة الجبال المحيطة بها. إلا أن القرية ورغم الجهود التي يبذلها أهلها للمحافظة عليها بحاجة إلى تدخل الجهات ذات العلاقة بترميم وإعادة لكي تصبح رافدا من روافد السياحة بمحافظة ميسان ومن مميزات القرية التراثية البيوت المتراصة والطرقات المتعرجة والحصون الشامخة والجبال الشاهقة المحيطة بها، كذلك تتميز بمداخلها المتنوعة حيث إن لها 8 مداخل من جهاتها الأربع ( مدخلين من كل جهة)، أيضا تتميز بوجود المخازن التي كانت تستخدم لتخزين الحبوب والثمار للاستفادة منها وقت الجدب وقلة الأمطار، حيث كان يوجد حصن لهذا الغرض مكون من ثلاثة أدوار، له سبعة أبواب خارجية تغلق على سبعين غرفة بداخله موزعة على خوامس القبيلة. أيضا توجد حصون أخرى بالقرية أنشئت لنفس الغرض وللحفاظ على أمن القرية وسكانها. أول مدرسة أيضا من مميزات القرية التراثية.. أن بها مدرسة الحراء وهي تعتبر أول مدرسة أنشئت جنوب محافظة الطائف وكان ذلك عام 1368ه، وكان يصل إليها الطلاب من جميع القرى المجاورة لها، وقد تخرج منها العديد من أبناء المحافظة الذين تسلموا مناصب عدة في قطاعات الدولة المختلفة العسكرية منها والمدنية. فريق السياحة وقد زارها الفترة الماضية فريق مختص من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووقف على القرية التراثية القديمة قد استمع الفريق إلى شرح لمكونات القرية من منازل حجرية وطرق وأزقة جبلية تمثل النمط العمراني القديم الذي كان يعزز التواصل الاجتماعي بين سكان القرية آنذاك. كما اطلع الفريق على ما بذله السكان من جهود لترميم القرية التراثية بالحراء دعماً لخطط إحياء التراث القديم، وما تمثله القرية من إرث زاخر تركه الآباء والأجداد خلفهم، بما يعكس قدرتهم على التكيف مع مختلف الظروف. وأشاد الفريق الزائر بجهود الحفاظ على هذا الإرث العريق بكل تفاصيله، مؤكدين أن ذلك ساهم في تحويل القرية إلى معلم سياحي تراثي بارز في المحافظة، كما سجل الفريق حاجة القرية إلى المزيد من أعمال الترميم لاستكمال برنامج التهيئة الشاملة للموقع والذي تحيط به مزارع الورد التي تشتهر بها القرية.