نظمت وزارة الثقافة، مساء اليوم الجمعة، حفلاً موسيقياً لأوبرا "لا سكالا" الإيطالية في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، وسط حضور جماهيري كبير وصل لثلاثة آلاف متفرج من بينهم فنانين وشعراء ومهتمين بالفنون الموسيقية. وقدمت الفرقة الإيطالية العريقة بقيادة المايسترو بيترو ميانيتي ومشاركة السوبرانو فرانسيسكا مانزو والتينور ريكاردو ديلا سكوتشا، ثماني مقطوعات موسيقية تمثل جانباً من إنجازات الأوبرا الإيطالية في القرن التاسع عشر. وحملت الأمسية عنوان "رحلة أوبرالية إيطالية" تنقّل خلالها الموسيقار بيترو ميانيتي بين روائع الأوبرا التي أبدعها موسيقيون إيطاليون كبار مثل جواكينو روسيني وجوسيبي فيردي وبييترو ماسكاني وغيرهم من أقطاب الأوبرا الإيطالية في عصرها الذهبي. وتضمن برنامج الحفل معزوفات مشهورة مثل: "حلاق إشبيلية" لروسيني، ومعزوفة "ريغوليتو" لفيردي، وسيمفونية "انتصار الخير" لروسيني، وسيمفونية "نبوكو" لفيردي. وقد أدت الفنانة السعودية سوسن البهيتي السلام الوطني بأسلوب أوبرالي، كشفت من خلاله عن موهبة سعودية مميزة في هذا النوع الفني الخاص. وجاءت مشاركتها في الحفل من منطلق حرص وزارة الثقافة على استثمار مثل هذه المنصات الفنية الكبيرة لإطلاق المواهب الوطنية، وتقديمها للجمهور، ومنحها مساحة للتعبير الفني الخلّاق. هذا ويأتي الحفل في إطار سعي وزارة الثقافة لاستقطاب الفعاليات الفنية الراقية ذات الأثر النوعي الذي يساهم في إثراء المشهد الثقافي السعودي ويعمل على تعزيز جودة الحياة. وكانت الوزارة قد حددت في رؤيتها وتوجهاتها جملة من القطاعات الثقافية التي ستحظى بدعمها ومنها القطاع الموسيقي الذي تحرص الوزارة على تطويره وإثرائه بالمبادرات النوعيّة وتوفير خيارات راقية وأصوات مختلفة تعبر عن التنوع الإبداعي للفنون الموسيقية وتساهم في الوقت ذاته في مد جسور التواصل بين المبدع السعودي والمبدعين في العالم. وتعد أوركسترا "لا سكالا" من أشهر دور الأوبرا في العالم، ومن أهم من حافظ على تقاليد هذا الفن بتاريخها الطويل الذي يمتد لنحو 250 عاماً. وقدمت عروضها في مسارح شهيرة ومهرجانات دولية، حيث عزفت في تياترو لا سكالا، ومسرح البولشوي في موسكو، وسانت بيترسبرغ فيلهارمونيا، ومسرح هاريس شيكاغو، وستراثمور واشنطن. ولم يقتصر إسهامها على العزف الحي في دور الأوبرا، بل امتد إلى الجانب الأكاديمي التعليمي إذ تقدم التدريب في كل تخصصات الأوركسترا، السمفونيات والأوبرا والباليه، تحت إشراف موسيقيين مشهورين. ويوفر منهجها الذي يمتد على مدار عامين تدريبات فردية ودروساً جماعية في موسيقى الحجرة وأقسام الأوركسترا وتمارين الأوركسترا الكاملة.