سلمت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا 12 طفلاً يتيماً من عائلات أفراد في تنظيم داعش إلى فرنسا وإثنين آخرين إلى هولندا، وفق ما قال مسؤول في الإدارة الذاتية الإثنين. وكتب الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر على حسابه على "تويتر"، "بناء على طلب الحكومة الفرنسية، سلمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في التاسع من حزيران/يونيو 12 يتيماً فرنسياً من عائلات التنظيم إلى وفد من وزارة الخارجية الفرنسية في بلدة عين عيسى" (شمال). وأشار إلى أنه تمّ أيضاً تسليم طفلين هولنديين لوفد من وزارة الخارجية الهولندية. وأوضح مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية أن بين الأطفال الفرنسيين أفرادا من عائلة واحدة، كما أن أكبرهم يبلغ من العمر عشر سنوات. وترفض فرنسا ودول أخرى استعادة مواطنيها من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المعتقلين لدى الأكراد، وأفراد عائلاتهم الموجودين في مخيمات في مناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا. وكانت باريس أعلنت أنها ستكتفي على الأرجح بإعادة الأطفال اليتامى من أبناء الجهاديين الفرنسيين. واستعادت في آذار/مارس وللمرة الأولى خمسة أطفال يتامى. وفي نهاية الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن نحو 450 فرنسياً محتجزون لدى الأكراد أو يقبعون في مخيمات النزوح في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية عمادها وحدات حماية الشعب الكردية. وتؤوي تلك مخيّمات، وأبرزها مخيم الهول في محافظة الحسكة، 12 ألف أجنبي، هم 4000 امرأة و8000 طفل من عائلات الجهاديين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين. ويُشكّل قاطنو تلك المخيمات عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية باستعادة مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً من أفراد عائلات الجهاديين، مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، وأعداد مواطنيها الذين سلموا اليها كبيرة، وأخرى تسلمت أعدادا محدودة مثل السودان والنروج والولاياتالمتحدة. وتسلمت النروج بداية الشهر الحالي خمسة أطفال من يتامى عائلات عناصر كانوا في عداد التنظيم . كما أعلنت الإدارة الذاتية الأربعاء تسليم امرأتين أميركيتين وستة أطفال الى الولاياتالمتحدة. ويقبع مئات الجهاديين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف في سجون المقاتلين الأكراد. ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم. وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية في 23 آذار/مارس القضاء على "الخلافة" التي كان أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014، بعد سيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه مقاتلوه في بلدة الباغوز في شرق البلاد. ومع تلكؤ الدول المعنية في تسلّم رعاياها الجهاديين، طالب الأكراد بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة الجهاديين في سوريا.