إذا قادتك قدماك للحرم المكي أو الحرم الشريف، لا يمكن إلا أن تقف منبهرا أمام كتائب العمل السريع التى تنتشر بين آلاف المعتمرين والزوار لخدمتهم على مدار الساعة بدون كلل أو ملل. ولعل المشهد عقب الإفطار في رمضان يجسد هذه القناعة، ففي خلال دقائق معدودة من الإفطار تنتشر الفرق المختلفة للتنظيف والتطهير والتعقيم، وفي انسيابية تامة يعود الوضع كما كان قبل أذان العشاء. لا يمكن أن تسمع لأحد صوتا، المنظومة تمضي، مترابطة، متشابكة، كتروس الماكينة، كل فرد يعرف مكانه فيها، ويعمل بحب وعشق في هذا المكان المهيب، بجوار بيت الله وقبر رسوله صلى الله عليه وسلم. وتعد الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحد أهم القطاعات الحكومية التي تعنى بخدمة قاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي وتحمل في طياتها سجلا تاريخيا من الإنجازات الميدانية منذ تأسيسها في عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود تحت مسمى مجلس إدارة الحرم لتنطلق تحت الرعاية السعودية بكل كفاءة واقتدار مواكبة لجميع مراحل التطور حتى تسميتها بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. ويتولى الدكتور عبدالرحمن السديس رئاسة الهيئة حاليا وسط اهتمام كبير باستكمال المسيرة العظيمة التي تتشرف بها المملكة وهي خدمة قاصدي بيت الله الحرام، لاسيما وقد عُرف عنه حرصه على مواكبة النهضة التنموية وفق رؤية 2030 والتي أطلقها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ويؤكد الشيخ السديس أن النهضة ستكون وفق معايير عالية الجودة لقاصدي بيت الله الحرام، وتندرج تحت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي 18 إدارة عامة شملت إدارة عامة للتخطيط والتطوير والمتابعة، التوسعة الشمالية، العلاقات العامة والاتصال، الشؤون القانونية، الشؤون الخدمية، الشؤون المالية والإدارية، الخدمات الاجتماعية، الموارد البشرية، الشؤون التوجيهية والإرشادية، أكاديمية المسجد الحرام، الأمن والسلامة والحشود، تحقيق الرؤية، الشؤون الهندسية والتشغيلية، الإشراف الميداني، تقنية المعلومات، الشؤون العلمية والفكرية. 10 أهداف للرئاسة أبرزها زيادة كفاءة التشغيل والشراكات أنشأ المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- إدارةً مستقلةً تُعنى بشؤون المسجد الحرام باسم مجلسِ إدارةِ الحرم، كما شُكِّل عام 1345ه مجلسُ الإشرافِ على المسجدِ النبوي، وفي عام 1384ه أُنشِأت إدارة بمسمى إدارة الإشراف الديني للمسجد الحرام واستمر العمل على ذلك حتى صدر الأمر السامي الكريم في السادس من شهر ذي القعدة عام 1397 بتغيير مسمى الإشرافِ الديني للمسجد الحرام إلى الرئاسةِ العامة لشؤون الحرمين وفي عام 1407 صدر أمر ملكي بتغيير المسمى إلى الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي لتعكسَ عنايةَ الدولة المباركة، في تقديم كل ما من شأنه راحةُ وطمأنينةُ القاصدين والقادمين من أمصارِ الدنيا إلى الحرمين الشريفين. وتهدف الرئاسة إلى الاحتفاءِ بالقاصدين وإثراءِ تجربتهم وتطويرِ منظومة الإرشاد والتوجيه للقاصدين والتميزِ التشغيلي لمرافق الحرمين، لتمكينِ القاصدين من أداءِ عباداتهم بكل يسرٍ وسهولة وإيصالِ رسالةِ الحرمين الشريفين للعالم، وتعزيز أثرهما الدعوي وترسيخِ الدور التعليمي للحرمين، وامتيازه وتقديمه بجودة عالية، كما تهدف إلى تطويرِ التنظيم الإداري والعمل المؤسسي وتطويرِ منظومة تنمية الموارد البشرية التي ترتكز على استقطاب الكفاءات وتطويرها وتحفيزها والتوظيفِ الأمثل لتقنية المعلومات والاتصالات وبناءِ نموذج فعال وتكاملي للاستفادة المثلى من الشراكات والعمل التطوعي. 5 محاور للخطة الاستراتيجية فى الحرمين تعمل الرئاسةُ على تمكين القاصدين من أداء العبادة والمناسك على بصيرة في بيئة آمنةٍ طاهرةٍ مؤثرة، وتحقيق رسالةِ الحرمين الشريفين العلمية والدعوية، مرتكزين على أسس مهنية واحترافية وكفاءات بشرية مؤهلة وتقنيات متجددة وشراكات فاعلة. وتشمل الخطة الاستراتيجية خمسة محاور هي: - المحور التوجيهي والإرشادي والتعليمي، ويُعنى بالإرشاد في الحرمين الشريفين، من خلال التهيئةِ والترتيبِ لعدد من العلماء والمدرسين لإلقاء الدورات العلمية المكثفة، والدروس اليومية والأسبوعية، وترجمةِ خُطَب الحرمين الشريفين إلى عشر لغات بالإضافة إلى لغة الإشارة، والعملِ على إثراء معاهد الحرمين الشريفين والكلياتِ الشرعيةِ التي يزخر بها، وإثراء مكتباتِ الحرمين الشريفين بكل جديد في شتى العلوم والمعارف، لتصبحَ مِنْبرًا للمطالعة الإسلامية المتنوعة. - المحور الخدمي؛ ويُعنى بالإشراف التام على نظافة الحرمين الشريفين وساحاتهما والمرافقِ التابعةِ لهما مع تأمينِ السَّجَّادِ والفرش المناسب، وتأمينِ العربات الكهربائية متعددة الأنواع لخدمة ذوي القدرات الخاصة، وتوفير مياه زمزم، وتنظيم دخول وخروج المصلين من وإلى الحرمين الشريفين. - المحور الفني والهندسي، ويُعنى بدراسةِ احتياج مباني المسجد الحرام والمسجد النبوي ومرافقهما من صيانةِ وتشغيلِ الأعمال الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية، والإشراف على تنفيذها، ومتابعة مراحلِ صناعةِ كسوةِ الكعبة المُشرفة والعناية بها. - المحور الإعلامي والتقني، ويعملُ على إبرازِ الرسالة الإعلامية والثقافية للحرمين الشريفين، وإطلاع الرأي العام على المنجزات التي تحققت وعلى أحدث الأنظمةِ عالية الجودة والتطبيقات التي سهلت على قاصدي وزوارِ وعُمارِ الحرمين الشريفين. - المحور الإداري والرقابي، ويُعنى بسير العمل والتأكد من مطابقته للأنظمة واللوائح والإجراءات المُعتمدة بصورة شاملة، واستقبال البلاغات وتمريرها للجهات ذات العلاقة، وقياس مدى رضا المستفيدين من الخدمات المقدمة وتقويم الأداء. 7 مبادرات لمواكبة رؤية 2030 في التطوير واستخدام التقنية لمواكبة رؤية 2030، قدمت الرئاسة عدة مبادرات ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن تشمل: تطويرُ الإرشاد الديني والإفتاء والمقرأة. تطويرُ منظومة متكاملة لخدمات الإرشاد المكانية والزمانية في الحرمين الشريفين والأماكن المحيطة بها. تجهيزُ البنية التقنية في الحرمين الشريفين. تطويرُ المعارضِ والمكتبات والمكانز. تطويرُ فاعلية استخدام المساحات والخدمات داخل الحرمين الشريفين من خلال التقنية الذكية. تطوير نظام حوكمة العلاقات التكاملية بين الجهات العاملة في الحرمين الشريفين. تطوير الرسالة الإعلامية للحرمين بعدة لغات. رؤساء الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام المسجد النبوي: الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد، عين رئيسا للإشراف الديني على المسجد الحرام عام 1384 ه الشيخ ناصر بن محمد الراشد، عين رئيسا للرئاسة العام لشؤون الحرم المكي والمسجد النبوي عام1397 ه. الشيخ سليمان بن عبيد بن عبدالله بن عبيد، عين رئيسا عاما لشؤون الحرمين عام 1400 ه. الشيخ محمد بن عبدالله السبيل، عين رئيسا عاما لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عام 1411 ه. الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، عين رئيسا عام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عام 1422 ه. الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، عين رئيسا عاما لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عام 1422 ه. الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، رئيسا عاما للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من سنوات وحتى الآن. اتفاقيات للتعاون مع جهات حكومية وقعت الرئاسة عدة اتفاقيات تعاون مع مختلف الجهات لتطوير الأداء منها معهدِ الإدارة العامة وجامعةِ الملك فهد للبترول والمعادن ووزارةِ الاتصالات وتقنية المعلومات. كما أنها عضوٌ في لجنة الحج العليا ولجنةِ الحج المركزية وتقدم حزمة من الخدمات ضمن منظومة متكاملة، ليستفيد منها أبناء الإسلام ممن قَدِموا لأداء العبادة.