نظراً للأهمية الفائقة للموارد البشرية وقدرتها على المساهمة إيجابياً في تحقيق الأهداف تولي الإدارة الإستراتيجية التي تسير نحو تحقيق أهداف وغايات رؤية المملكة (2030) اهتماماً بالغاً وعناية قصوى بالركيزة الأولى لنجاحها وهي الكوادر البشرية وسبل تنميتها وذلك يأتي من اعتقادها المبني على أساس علمي سليم أن الإنسان لديه طاقات وقدرات ذهنية تفوق كثيراً ما يتم استغلاله أو الاستفادة منه فعلاً في مواقع العمل المختلفة وأن الاستفادة القصوى من تلك القوة الذهنية هي المصدر الحقيقي لتمييز الإدارات وقدرتها على تحقيق إنجازات باهرة غير تقليدية ولذلك نجد المحور الأساسي هو إعطاء الفرصة للموارد البشرية والاهتمام بها حتى تتمكن من تحويل مفهوم إدارة الأفراد إلى مفهوم إدارة الموارد البشرية الإستراتيجية من خلال الربط بين إدارة الموارد البشرية وأهداف وغايات رؤية المملكة (2030) لتحسين أداء الإدارة ولتنمية بيئة ثقافية أكثر مرونة وقدرة على تبني السلوك الابتكاري. ومن وجهة نظر المختصين فإدارة الموارد البشرية الاستراتيجية والتي تعمل وفق رؤية المملكة (2030) يجب عليها أن تضيف مهمتين هامتين وذات تأثير إيجابي على أداء الموظفين والعاملين في القطاعات المختلفة وبالتالي أداء الإدارة وهما تمكين الموظفين والاعتراف بمجهوداتهم ومساهماتهم وهذا ما يفتقده بعض القيادات التعليمية والإدارية والخدمية وعدم استشعارهم أهمية الحوافز والتي تعد من العناصر والمكونات الأساسية والمحورية في عالم الإدارة وفن ومهارة يجب أن تدركها القيادات.. فالحوافز توقظ الحماس والدافعية والرغبة في العمل لدى الفرد مما ينعكس إيجابيا على الأداء العام وزيادة الإنتاجية، كما أن الحوافز والمشجعات تساعد على تحقيق التفاعل بين الفرد والمنظمة وتدفع منسوبيها إلى العمل بكل ما يملكون من قوة لإخراج الطاقات الكامنة والكفاءة المهارية لديهم لتحقيق الأهداف المرسومة لهذه المؤسسات. ومن هنا ندعو المسؤولين والقيادات الإدارية على أن يكونوا على قدر الأمانة والمسؤولية والوطنية في وقف الهدر الإداري للمتميزين وعدم تجاهلهم وأن يستشعروا أهمية وجود المحفزات والمشجعات المادية والمعنوية لهم مع الاستمرار في تطوير مهاراتهم بالدورات التدريبية والدرجات العلمية لإطلاق الطاقات الكامنة لديهم وخلق بيئة محفزة على التطوير والابتكار.