يفضل العديد من أهالي جدة، تناول طعام الإفطار خلال أيام شهر رمضان المبارك بجوار الكورنيش، كنوع من تغيير الأجواء وكسر الروتين، والاستمتاع بغروب الشمس. وعلى شاطئ البحر الأحمر بمدينة جدة وقبل غروب الشمس من كل يوم رمضاني يلفت نظر الزائر مشهد العائلات والشباب وهم يفترشون أطراف الكورنيش استعدادا لتناول طعام الإفطار في الهواء الطلق، وقراءة الوِرد القرآني الرمضاني, إضافة إلى قيام الأطفال بممارسة الألعاب الخفيفة هناك . وبالرغم من ارتفاع نسبة الرطوبة في العروس هذه الأيام إلا أن ذلك لم يمنعهم من التنزه على ضفاف الكورنيش وتناول طعام الإفطار هناك إضافة إلى الاستمتاع بمنظر غروب الشمس. وتحرص أم عبد الله القرني (54 عاما) كل عام على «تجهيز طعام الإفطار قبيل صلاة العصر، وذلك استعدادا لحزم سلة الأواني المنزلية والتي تشتمل على بعض الوجبات الخفيفة إضافة إلى حافظتي الماء والعصيرات المثلجة كنوع من الاستئناس بالاجتماع العائلي الفريد من نوعه بحسب وصفها . أما عدنان محمد (32 عاما) فقال إنه اعتاد على اصطحاب عائلته كل عام وتناول إفطار رمضان طوال الشهر الكريم بجوار البحر بعيدا عن غلاء بعض المطاعم . لم شمل العائلة وتحرص بعض العوائل الكبيرة المتفرقة في أنحاء المملكة سنويا على أن يكون كورنيش جدة هو المكان الذي يجتمعون فيه في الشهر الفضيل لإضفاء الود وتناول الإفطار على أطراف البحر برفقة الأبناء. وقال أحمد باسعيد( 52 عاما)» أحرص سنويا على الاجتماع بأبنائي وبناتي وأزواجهن الذين فرقت بيننا وبينهم سبل العيش كل عام في هذا المكان بعيدا عن الأجواء المغلقة للبيوت حيث تغشانا الروحانيات و الأجواء الإيمانية، وكنوع من الذكرى الطيبة في النفوس، فنحن مستمرون على هذه العادة منذ عشر سنوات تقريبا، نجتمع على مائدة إفطار رمضاني مكونة من الأطعمة التي تحرص بناتي وزوجات أولادي على تجهيزها، وذلك كل ثلاثة أيام في الأسبوع . زملاء العمل ورفاق الطفولة ولا يقتصر تناول طعام الإفطار في الكورنيش على العائلات فحسب، حيث يفضل أيضا بعض زملاء العمل، والأصدقاء، تناول الإفطار مرة أو مرتين على الأقل في الشهر الكريم على ضفاف الكورنيش. ويقول حسن المصعبي وخالد بازهير، وسالم العولقي، وهم زملاء عمل في أحد القطاعات الخاصة:» اعتدنا منذ حوالي 5 سنوات على تناول طعام الإفطار الرمضاني على الكورنيش حيث يأتي كل واحد منا بإفطاره الذي جهزه له أهله، كنوع من تغيير الأجواء، بعيدا عن أجواء العمل . ويشاركهم في الرأي، فواز النهدي، وفهمي القادري، وطلال سعيد، وهم أصدقاء طفولة كما يقولون، حيث يستعيدون ذكريات رمضان من خلال كورنيش جدة، وإفطارهم على ضفافه، ثم الاستمتاع بالأحاديث الودية، وبعد ذلك أداء صلاة التراويح في أحد الجوامع القريبة منهم.