تحدثت في مقالي يوم أمس الأول عما وصفته بال«الفلسفة الحبزبوزية» التي ترجع إلى صاحبها الصحفي العراقي نوري ثابت المعروف باسمه المستعار «حبزبوز»، والذي يعتبر رائد الصحافة الهزلية العراقية.. وأعود إلى مقابلة أجراها أحد الصحفيين معه سأله فيها: ماذا تتمنى في الربيع؟ فرد نور ثابت قائلاً: - ما أتمناه في الربيع.... - ماذا تتصورون أتمنى أن أكون خلال أيام الربيع الزاهية؟ - أتمنى أن أكون حمارًا! - أجل.. لو خُيرت في مصيري خلال أيام الربيع، لاخترت أن أكون حماراً طليقاً غير مقيد (لا بحدوة ولا بلجام) والأهم من هذا أن أكون غير مقيد بالعقل والتفكير. - فإذا صُودق على معاهدة من المعاهدات (مهما كانت مهمة) تراني أركض وأرفس رافع الذيل والرأس شامخ الأنف مكشر الأسنان ضاحكاً من حق المظلوم والمهضوم! ساخراً من كل شيء. - وإذا ما التأم المجلس وأخذ النواب مكانهم من المقاعد وبدأوا يتثاءبون عند سماعهم الخطب السياسية الرنانة وأخذ البعض يغط في نومه العميق، أضجع على سجادتي الخضراء وأهز رأسي وكأنني أقول لهم: أنا فهمت الخطب أحسن منكم! وأهز الذيل (علامة التصديق) فأرجع غير مبالٍ بكل ما يجري بين البشر.. وقصارى القول إني أتمنى أن أكون -في الربيع- حماراً حراً لوجه الله! - أن الحمار الحر هو أسعد من البشر (الأسير) فليعش الحمار الحر! وليسقط البشر الأسير الذي قيد نفسه بنفسه!! تأملت هذا الرد العميق للصحفي العراقي على سؤال بسيط فقلت في نفسي إنني لا أستبعد أن يكون هذا الحمار هو «حمار الحكيم» الذي كان يبادله الحديث، بل وربما كانت «عصا الحكيم» هي نفسها العصا التي كان يهش فيها صاحب الحمار على حماره.. وله فيها مآرب أخرى!! #نافذة: كل الاحترام للحيوان الذي لا يملك عقلاً ومع ذلك لم يخرق قانون الطبيعة.