كتبت مقالاً عن الصدمة بعد المقاطعة مباشرة لقطر، أوضحت فيه كيف أننا كمواطنين لدول الخليج العربي صُدمنا بل تضررنا بما تقوم به قطر على مدار أكثر من عشرين سنة بحَبْكِ المؤامرات والدسائس على شعوبها الخليجية والعربية بل وتمزيقها وتدميرها على أيدي حثالة وهمج ورعاع كأنظمة وكجماعات وكأفراد مرتزقة. وبعد أسبوعين من مقاطعة نظام الحمدين الإرهابي، وتحديداً في 20 يونيو، حيث أن المقاطعة بدأت في 5 يونيو 2017، كتبت مقالاً آخر عن المكابرة بأكثر من أربعة أشهر، وتحديداً في 24 أكتوبر من العام نفسه، والآن مقالي لهذا الأسبوع أكتب مقالاً ثالثاً عن الموضوع ذاته، أي بعد قرابة سنتين من المقاطعة، والتي سوف تكمل عامها الثاني في 5 يونيو 2019، أي بعد شهر من الآن .وفي مقابلة معي في قناتنا الثقافية السعودية، بعد مقالي الأول قلت إن قطر إما أن تكون تحت مظلة الذكاء وتلبي المطالب ال13 لشقيقاتها دول الخليج العربي وشقيقتها مصر أو أن تكون تحت مظلة الغباء وتكابر وسوف تخسر وتدفع الثمن غالياً بسبب مكابرتها. ما قلته وحذرت منه تعايشه دويلة نظام الحمدين الفاشي الآن، هذا النظام البائس، الذي لا يعرف أبجديات السياسة بل جاهل فيها. والمكابرة، كما عرفتها يا سادة، هي معالجة خطأ بكومة أخطاء، وهذا هو الحاصل الآن وتعايشه قطر نتيجة المكابرة، والتي حذرت منها، وهي كالتالي... عزلة من قبل دول الجوار سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وغيرها، بالإضافة للشقيقة مصر. دول الجوار هي الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وبشكل خاص السعودية، والتي تربطها مع قطر حدود برية من خلال منفذ سلوى الحدودي، الذي تم إغلاقه بالكامل، ويفترض أن يستمر إغلاقه بالكامل حتى تقوم قطر بإغلاق القاعدة العسكرية التركية الجاثمة على حدودنا الشرقية وتهدد أمننا الوطني، وكذلك طرد الحرس الثوري الإيراني المتواجد بجنسيات لبنانية من حزب الشيطان، وطرد جماعة الإخوان الإرهابية والإرهابيين فيها أمثال القرضاوي ووجدي غنيم وخالد مشعل والصهيوني الإرهابي عزمي بشارة وغيرهم ممن دمروا عالمنا العربي بعمالتهم وخياناتهم لأوطانهم العربية، وأن تقطع علاقاتها مع دويلة الإرهاب إيران وحرسها الثوري الإرهابي. نظام الحمدين نشبهه بذلك الغني المدمن على المخدرات يشجع في البداية من قوى الشر إيران وتركيا وجماعة الإخوان الإرهابية وغيرها على تناول المخدرات مجاناً في البداية ثم بعد أن يدمن عليها يتم ابتزازه واستغلاله وسحب جميع أمواله، وهذا بالفعل الذي يعاني منه نظام الحمدين، فالانفكاك من تلك الدول التي تبتزه ليس بالأمر السهل إلا بمساعدة عائلته، ونقصد بعائلته الدول الخليجية التي سوف تحتضنه، وتقوم بإعادة تأهيله بعد انتشاله من البيئة الموبوءة الملوثة التي أوقع نفسه فيها وهي بيئة إيران وتركيا وجماعة الإخوان الإرهابية وغيرها. قلت وكررت الكلام بأن ارتكاب الخطأ ليس بعيب ولكن العيب كل العيب هو الاستمرار بارتكاب الخطأ نفسه والتبرير لذلك الخطأ بمبررات أخرى أكثر فداحة من الخطأ نفسه الذي ارتكب، وهذا وفق المبدأ النفسي يطلق عليه «المكابرة» التي تنطلق من مبدأ «الانكار». فهل يتلاحق نظام الحمدين نفسه ويعترف بأنه مدمن على الإرهاب وعلى تبديد ثروات وطنه وشعبه على غوغائيين ومهرجين ومنتفعين وانتهازيين أم أنه سوف يكون حبيس ذلك الإدمان حتى يصاب بالسكتة القلبية؟! الكويت الشقيقة عليها أن تلعب دوراً أكبر للم شمل قطر مع شقيقاتها، وانتشالها من المستنقع الذي أوقعت نفسها فيه وإلا فإن قوى الشر سوف تبتلع هذه الدويلة الصغيرة الغنية.