السياسة كر وفر وهذا معروف لدى الجميع وليس بجديد ولكن الجهل بالسياسة لدى نظام الحمدين أدى إلى التفنن في ابتكار «مكابرة « من نوع آخر بعد أن فشلت المكابرة من النوع الأول أي مع بداية الأزمة مع قطر، والتي تمثلت -كما تحدثت في مقال سابق- بقيام وزير خارجية قطر برحلات مكوكية «تكتلية» شملت دولاً أوروبية وأمريكا وغيرها انتهت بتوقيع مذكرات تفاهم لمكافحة الإرهاب، وجلب قواعد عسكرية تركية وإيرانية إلى جانب قاعدة العديد الأمريكية!. بالطبع المضحك أن تلك الدول التي وقعت معها تلك المذكرات للتفاهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع ماهي في الحقيقة إلا مشجع وحافز لقطر من قبل الغرب للاستمرار باستخدامها كأداة في منطقتنا العربية إلى جانب تركيا وإيران وروسيا كدمى يلعب بها الغرب.. حكام قطر يقومون بالمكابرة من أجل محاولة نزع صفة دعم وتمويل الإرهاب وفشلت فشلاً ذريعاً.. ثم اتخذ حكام قطر وسيلة أخرى من وسائل المكابرة تمثلت بقيام أمير قطر تميم بجولات في أفريقيا وأوروبا الشرقية انتهت بتوقيع مذكرات تفاهم لمكافحة الإرهاب.. ثم المكابرة الثالثة والتي تتمثل بعمل تقارير مفبركة عن دول المقاطعة وجميعها فشلت.. المكابرة الجديدة التي نعايشها الآن بل ونضحك عليها ومفضوحة وعلى المكشوف هي استمالة أعضاء في البرلمانات الأوروبية ومسؤولين وإعلاميين وصحافيين ومتظاهرين من مرتادي البارات والمراقص، الذين تكفيهم حفنة دولارات تغطي سهراتهم، وغيرهم باستخدام الأموال لشراء ذممهم لكي يكونوا معارضين لدول المقاطعة كتلفونات عملة لا يتحدثون إلا بالدراهم استخدم فيها حكام قطر وسيلتهم الإعلامية قناة الجزيرة لكي تمرر للعالم العربي أكاذيب، وأنها دولة صغيرة مهددة كل يريد الاستحواذ وبسط هيمنته عليها!!. هذا النوع من المكابرة أيضا مصيره الفشل في مقاطعة سوف تنهي عامها الأول قريبا بخسارتين اقتصادية وسياسية.. المكابرة يا سادة -وقلت هذا الكلام في مقالات ومقابلات إعلامية متلفزة سابقة- هي معالجة خطأ بكومة أخطاء، وهذا ما يقوم به نظام الحمدين الذي أصبح اقتصاده ينهب من قبل مرتزقة إعلاميين ومن البعض من البرلمانيين والإعلاميين الغربيين. والأسئلة التي تطرح نفسها هي: أليس من الأجدى الحفاظ على ثروات قطر وشعبها من حرامية ولصوص أجانب لا هم لهم إلا سكب الزيت على النار بين الأشقاء لكي يستمروا في امتصاص خيرات قطر؟!، ألا يعرف حكام قطر أن السياسة توجهها المصالح، وأن من كان ضدي بالأمس سوف يكون معي في الغد، وأن من كان معي اليوم سوف يكون ضدي في الغد؟!، أليست السياسة لعبة قذرة تنتفي فيها لعبة «المكابرة»؟! ما الذي سوف يستفيد منه حكام قطر بالمكابرة وإطالة معاناة الشعب القطري وبوادر انهيار وشيك لاقتصاد قطر، وتشويه كامل لسمعة قطر وأسرة آل ثاني. إنها بالفعل المكابرة التي لا تجد لها مكاناً بين المصالح التي توجه السياسات ولا حتى في قاموس السياسة.