قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي هنري أوكيلو أوريم: إن بلاده تفكر في منح اللجوء للرئيس السوداني المخلوع عمر البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وصرح الوزير لوكالة فرانس برس: "إنه إذا تم الطلب من أوغندا منح البشير اللجوء، فيمكن التفكير في هذه المسألة على أعلى مستويات قيادتنا"، وقال: "إنه نظرًا لدور البشير الرئيسي في التوسط لاتفاق سلام في جنوب السودان المجاور، فإن الحكومة الأوغندية يمكن أن تفكر في منحه اللجوء"، وأضاف "أوغندا تتابع من كثب التطورات في السودان، ونطلب من القيادة الجديدة هناك احترام تطلعات الشعب السوداني ومن بينها الانتقال السلمي للحكم المدني". من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني اليوم الثلاثاء: "إن الاتحاد الأوروبي يأمل في أن تسفر عملية الانتقال في السودان بعد إقالة الرئيس عمر البشير عن تشكيل حكومة مدنية"، وأضافت خلال نقاش مع نواب البرلمان الأوروبي المجتمعين في آخر جلسة عامة قبل الانتخابات الأوروبية في مايو: "كما هي الحال في جميع التحولات، هناك فرص ولكن هناك أيضًا مخاطر"، وتابعت: "إن هذا التغيير في السلطة يندرج ضمن الاضطرابات في أفريقيا، فرياح التغيير بدأت تهب"، مشيرة إلى التقارب بين أثيوبيا وأريتريا، وقد هدد الاتحاد الإفريقي الاثنين بتعليق عضوية السودان إذا لم يتخل الجيش الذي يحكم البلاد منذ إقالة البشير، عن السلطة، لصالح "سلطة سياسية مدنية" في غضون 15 يومًا. إلى ذلك، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الثلاثاء مبعوثًا جديدًا للسودان للعمل مع الاتحاد الأفريقي في التوسط لإنهاء الأزمة التي تسبب بها تولي المجلس العسكري الانتقالي السلطة في البلاد، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام: إنه تم تعيين نيكولاس هايسوم المحامي الجنوب أفريقي الذي عمل مبعوثًا للأمم المتحدة في الصومال وأفغانستان والسودان وجنوب السودان، ليدعم جهود الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي بين الجيش والمحتجين، ودعا الاتحاد الأفريقي الجيش السوداني إلى تسليم السلطة لحكومة مدنية خلال 15 يومًا، ووصف تولي الجيش السلطة بأنه "انقلاب"، وهدد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد بتعليق عضوية السودان في المنظمة التي تضم 55 بلدًا إذا لم يتحرك باتجاه إقامة حكم مدني. وصرح دوجاريك للصحافيين "لقد أصدر الاتحاد الأفريقي بيانًا واضحًا جدًا"، مؤكدًا أن هايسوم "سيبذل كل ما في وسعه لدعم هذه الجهود"، وناقش غوتيريش تعيين هايسوم هاتفيًا الثلاثاء مع موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي. وفي السودان أظهر المتظاهرون الثلاثاء تصميمهم على الانتقال نحو سلطة مدنية إذ توافدوا بأعداد متزايدة أمام مقر قيادة القوات المسلحة غداة المطالبة بحل المجلس العسكري الانتقالي، وخلال مشاركته الثلاثاء في الاعتصام قال المتظاهر أحمد نجدي لوكالة فرانس برس: "إن الجيش سيحاول مجددًا تفريق المحتجين لأنه تحت الضغط، لكننا لا ننوي المغادرة قد تكون معركة طويلة، لكن علينا أن نناضل من أجل حقوقنا"، ونفذ مئات الأساتذة والموظفين في جامعة الخرطوم مسيرة من حرم المؤسسة في اتجاه موقع الاعتصام حاملين لافتات يطالبون فيها بحكومة مدنية انتقالية، والاثنين طالب تجمّع المهنيين السودانيين الذي ينظّم الحركة الاحتجاجية منذ أشهر، ولأول مرة، بحل المجلس العسكري الانتقالي واستبداله بمجلس مدني يضم ممثلين للجيش، وقد ربط التجمع مشاركته في أي حكومة انتقالية مقبلة بتحقيق هذا المطلب. ومع ذلك، عمت أجواء من الفرح صفوف المتظاهرين إذ رقص بعضهم على وقع أناشيد ثورية ووزعوا اللحم "احتفالاً بسقوط البشير"، على ما أبلغ أحد هؤلاء وكالة فرانس برس، فيما أصدر المجلس العسكري الانتقالي الثلاثاء قرارًا أقال بموجبه النائب العام تجاوبًا مع مطالب قادة الاحتجاجات الاثنين، بحسب بيان رسمي، وذكر شهود عيان أن مركبات تابعة ل"قوات الدعم السريع" بقيادة نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي"، انتشرت على طول الجسر الذي يربط المقر العام للقوات المسلحة بشمال العاصمة، وعلى تويتر كتب السفير البريطاني لدى الخرطوم عرفان صدّيق إثر لقائه دقلو أن بريطانيا تدعو إلى "عدم استخدام العنف وعدم محاولة فض الاعتصام بالقوة".