آسف طلبتك كان في حقك اخطيت ما فيه عندي للخطايا ضماني بالله قلي وش خذيت وش ابقيت ليه العتب يكفي معاتب زماني ما باقي إلا عزة النفس والصيت وهمن ورا عوج الضلوع ايحداني رغم الكسور اللي سببها الجفا جيت اتبع هوا قلبن من أجلك عصاني *** ما سبق من أبيات هو جزء من قصيدة للشاعر مجري خضر، تحمل كماً من الأسف يتبادله المحبون دون أن يشعر أحد الطرفين بأنه قد فرط في العطاء، فكما الحُب عطاء، فكذلك الأسف والاعتذار هو منتهى العطاء. وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ»، فإن خير الناس من لا يكابر، وإذا ما ارتكب ذنباً أو خطأ في حق شخص آخر، فلا يمنعه شيء أن يتأسف، وكلما كان سباقاً في الاعتذار كلما اكتسب مزيداً من الحب والوداد. *** وإذا كان الفيلسوف جيمس جارفيلد يقول إن «الرجل الشجاع هو من ينظر في وجه الشيطان ويقول له: أنت شيطان»، فإن الرجل الأشجع، في رأيي، هو الذي يقبل التحدي الأكبر ويُقدم على أكبر مخاطرة في حياته دون خوف أو وجل.. ويتزوج، ثم ينظر في وجه زوجته، عندما يشتد النزاع بينهما، ولا يستطيع أن ينطق بكلمة، بل ويُقدم على الاعتذار حتى لو كانت زوجته هي أصل النزاع.. والسبب فيه!! ولعل هذا ما يعنيه شاعرنا الفذ الأمير بدر بن عبدالمحسن عندما قال: أبعتذر عن كل شي، إلا الهوى... ما للهوى عندي عذر، أبعتذر عن كل شي، إلا الجرااااااااح، ما للجراح... إلا الصبر.. ولو ضايقك إني على بابك أمر، في ليلة ألم، وإني على دربك مشيت عمري وأنا، قلبي القدم، أبعتذر، كلي ندم، كلي ندم أبعتذر عن كل شي... إلا الهوى.. ما للهوى عندي عذر #نافذة: [عجبت لحر يستحي باعتذاره.. وأولى به أن يستحي بذنوبه].