الأفكار والمقترحات لم تعد ترفًا، فهناك مؤسسات وشركات تجارية كبرى قائمة اليوم على تقديم المقترحات والأفكار وغيرها من الآراء المختلفة والتي من شأنها أن تساهم إما في تطوير الأداء أو إيجاد الحلول لبعض المشكلات القائمة لدى بعض المنظمات أو تحديد مواطن القوة والضعف، وبالرغم من أن بعض تلك الأفكار قد يكون عاديًا وتقليديًا وليس مبتكرًا ولكن تمكنت مثل تلك الجهات من عرضه بطريقة جذابة ومميزة كما استطاعت أن تترجم طريقة تطبيق تلك الفكرة على أرض الواقع وإخراجها من قالبها النظري لتكون تطبيقًا عمليًا يسهل الاستفادة منه . هناك العديد من الاجتماعات والملتقيات والمؤتمرات والندوات وورش العمل وغيرها من التجمعات التي ترصد لها ميزانيات مالية ضخمة، وتحشد لها طاقات بشرية وفكرية كبرى لتنظيمها، ويعد لها منذ فترة زمنية طويلة وفي نهاية المطاف تكون خلاصة تلك الجهود يتركز في كلمة يتيمة واحدة وهي (التوصيات) والتي لا تجد أحدًا يهتم بها أو يتابعها فإما أن تموت في نهاية تلك المناسبة أو تفقد فلا أحد يعرف مصيرها. التوصيات كنز ثمين لأنه خلاصة جهود مضنية وعصف ذهني وتفكير شاق وطرح يبنى في كثير من الأحيان على دراسات وأبحاث علمية مكثفة ويقدم من قبل مختصين، غير أنها اليوم أصبحت وللأسف عبارة عن كلمة روتينية وفقرة رئيسة من فقرات أي اجتماع أو ملتقى تعرف الآخرين بأن الاجتماع قد أوشك على الانتهاء وأن المؤتمر قد انعقد ومن ثم يتم إعلان التوصيات التي في أحسن الأحوال قد تؤسس لها لجنة في نهاية اللقاء لمتابعتها ولكن حتى تلك اللجنة قد لا تنعقد أو تجتمع من أجل تلك التوصيات. توصيات الاجتماعات هي أهم فقرة من فقراته وهي خلاصة أي لقاء وهي التي يجب أن يشكل لها في بداية أي لقاء فريق عمل يسعى من أجل كتابتها وحصرها ووضع تفاصيلها، والمسؤولين عن تنفيذ كل توصية منها والوقت المخصص لإنجازها فما لم تطبق تلك التوصيات ويجد الناس أثرها على أرض الواقع فهذا مؤشر بأن ذلك اللقاء غير ناجح. هناك العديد من المناسبات المحلية والدولية والتي يتم تغطيتها من قبل العديد من الوسائل الإعلامية وتضم الكثير من الشخصيات العلمية والفكرية والاقتصادية البارزة كما يحتوي مضمونها على الكثير من المعلومات والآراء والمقترحات والتوصيات القيمة والمهمة والتي يتمنى الجميع أن يروها يومًا ما واقعًا عمليًا يعيشونه، وأن يجدوا بعد كل لقاء أو اجتماع من يسعى جاهدًا لتطبيق تلك التوصيات التي تعلن في مختلف المناسبات التي يتم تنظيمها وإلا فلا جدوى لمناسبات لا تحرص على تطبيق توصياتها.