كثيرة هي الملتقيات والمؤتمرات والندوات وورش العمل وغيرها من التجمعات التي ترصد لها ميزانيات مالية ضخمة وتحشد لها طاقات بشرية كبيرة لتنظيمها ويعد لها منذ فترة زمنية طويلة وفي نهاية المطاف تخرج كل تلك الجهود بكلمة يتيمة واحدة وهي ( التوصيات ) والتي لاتكاد تجد احداً يهتم بها بنهاية آخر ساعة في تلك المناسبة . التوصيات هي خلاصة تلك الجهود وهي التي تقطع لها أكباد الإبل ويأتي من أجلها الكثير من الشرق والغرب ومع ذلك لاتكاد تجد أحداً يسعى لمتابعة تطبيقها وكأنها أصبحت فقرة رئيسية من الفقرات الخاصة بكل إحتفال أو مؤتمر تنتهي وتسجل في سجل المؤتمر ثم لاتكاد تجد لها أثراً على أرض الواقع . إنني أتمنى أن لاتعقد مثل تلك المؤتمرات مالم يتم منذ البداية تشكيل فريق عمل متكامل مهمته الرئيسية هي تطبيق توصيات المؤتمر والإعلان عن ذلك الفريق منذ البداية أن مهمته هي تطبيق التوصيات التي سيصدرها المؤتمر ومالم تطبق تلك التوصيات ويجد الناس أثرها على أرض الواقع فهذا مؤشر بأن تلك المناسبة لم تكن ناجحة . إننا نشارك ونسمع عن عديد من المناسبات المحلية والدولية والتي يتم تغطيتها من قبل العديد من الوسائل الإعلامية وتضم الكثير من الشخصيات العلمية والفكرية البارزة كما يحتوي مضمونها على الكثير من المعلومات القيمة والهامة والتي يتمنى الحضور أن يروها يوماً ما واقعاً عملياً يعيشونه ، وكثيراً ما أتساءل كيف يقبل مثل هؤلاء أن يحضروا مثل هذه المناسبات وهم يعرفون أنها عبارة عن محاضرات وكلمات عامة لن يكون لها أثر أو فائدة . إنني أتمنى أن نسعى جاهدين لتطبيق التوصيات التي نعلنها في مختلف المناسبات التي ننظمها أو نحضرها وإذا لم نستطع أن نقوم بهذا الأمر فلاأرى جدوى من تنظيمها في الأساس .