أصدر الإعلامي والكاتب صالح شبرق كتابه الجديد بعنوان: «الشيخ سعد المليص... رجل أحترم إنسانيته»، بمقدمة كتبها أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز. الكتاب الذي يقع 421 صفحة من القطع المتوسط ، سلط فيها الكاتب الضوء على سيرة ومسيرة الشيخ سعد المليص الحافلة بالإنجازات، لتضع القارئ أمام شخصية يتفق الجميع على محبتها، لأنه محبٌ للخير والإصلاح داحض للجهل، منفتح على الثقافات، سمته شيخ ورع، ومرب بارز ومثقف نادر. رسمت الأقلام عنه في الكتاب لوحة فنية صادقة عن رجل صادق، أخذ على عاتقه نشر العلم والمعرفة والثقافة في موطنه الباحة، بعد أن انتهل العلم متنقلاً بين كتاتيب مكة وشيوخها والمعهد العلمي ورجالاته والرحمانية وتعدد ثقافاتها ومشايخ المسجد الحرام وأدبهم، في رحلة عمر لم يرتهن خلالها لإغراءات الوظائف، إيماناً بأن دوره أسمى في تنمية مسقط رأسه وتطوير إنسانها حتى غدا علماً في التربية والتعليم والثقافة. المليص الذي وصفه أمير منطقة الباحة السابق الأمير محمد بن سعود ب«الصورة المضيئة لمعاني الوفاء»، فإن هذا الوصف هو فعلاً ما يتفق عليه الجميع، بما في ذلك أميرها الحالي مشاري بن سعود، وزاد على هذا الوصف بقوله: «رجل جدير يستحق التقدير والوفاء». لم يكن الشيخ سعد المليص خافياً عن تاريخ وثقافة الباحة، وإن كان بعيداً عن وسائل الإعلام، فمن يرصد تاريخ هذه المنطقة وتطورها الثقافي والاجتماعي والتربوي، لابد أن يسجل في مقدمة وثائقه البشرية «سعد المليص»، المجدد الدعوي الذي تتلمذ على يد مشايخ الحرم المكي، متشرباً الثقافات معلناً الحرب على الأمية والجهل عبر المركز الدعوي في بني ظبيان، ومعهد المعلمين ومدارس الريحانية وجمعية البر الخيرية والنادي الأدبي، محققاً بذلك التواصل مع الشرائح الاجتماعية كافة، مستنهضاً القيم الإسلامية عبر الأعمال التطوعية، وتأسيس المدارس النظامية، فاستحق لقب «الإنسان الاستثنائي» كما وصفه معد هذا الإصدار، الذي سرد لنا في باكورة إنتاجه كيف يكون الاحتفاء مميزاً، عندما يكون المحتفى به نادراً في عطاءاته. يقول عنه الدكتور عبدالعزيز السبيل: «سعد المليص علم من أعلام منطقة الباحة ورمز من رموز التعليم في المملكة، قامة شامخة بالعلم والخلق والتقدير، شمولي في مسيرته جمع بين العلم الشرعي والأدب العربي، فانعكس ذلك كله في شخصية أدبية أريبة يعلوها التسامح والصفاء والإيثار». فيما يتفق معه عبدالعزيز آل الشيخ في وصف المليص قائلاً: «هو أحد البارزين في المملكة، رائد للتعليم والثقافة في غامد وزهران، كسب محبة وثقة الجميع، لأن هدفه الإصلاح، وهذا ما يشير إليه المدير العام لجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج الدكتور عبدالله أبو راس، إذ قال: «أسهم الشيخ سعد المليص في تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة التي كان الناس يزاولونها، خصوصاً ما يتعلق ببعض العادات الدينية المجتمعية في تلك الفترة». الكتاب كان إخراجه الفني بحجم قيمته المعنوية، إذ تصدرت لوحة مؤلف الكتاب صالح شبرق غلافه، والتي حصل بها على المركز الأول على مستوى المملكة في الفنون التشكيلية من بين 620 عملاً مقدماً للمؤتمر العلمي الثاني للجامعات السعودية الحكومية والأهلية.