أكد مختصون أن مشروعات الرؤية العملاقة ستنعش السياحة الداخلية، مما يدعم تحسين جودة الحياة والمعيشة وتنويع مصادر الدخل من خلال خارطة الطريق، التي رسمتها لتحقيق نهضة بالقطاع، مشيرين إلى أن خطط الدولة قضت على المعوقات التي كانت تواجه قطاع السياحة الداخلية، بعد أن عانت من غياب التخطيط في السنوات الماضية، ونقص المرافق وارتفاع الأسعار، إذ اتجهت الدولة لتطوير تلك المرافق لجذب المزيد من السياح سواء خارجيًا أو داخليًا. وبلغ عدد المغادرين خارج البلاد عبر جسر الملك فهد إلى مملكة البحرين في العام الماضي، ومنها إلى دول اخرى عبر مطارها الدولي نحو18 مليون مسافر، وذلك حسب بيانات وزارة الداخلية بالبحرين، اما إمارة دبي فقد جذبت اليها من السعوديين خلال 2018 ، نحو 1.2 مليون سعودي خلال العام المنصرم. وأكد رئيس لجنة الضيافة والترفيه بغرفة الشرقية: إن غياب السياحة الداخلية في الماضي يرجع لعدة أسباب منها، عدم وجود بنية تحتية مناسبة للسياح من خارج المملكة وداخلها، إضافة إلى أن السائح يفضل مغادرة البلاد إلى دور مجاورة، نظرًا لارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن اللجنة تسعى لعقد ورش عمل للمستثمرين لمعرفة المعوقات التي تواجههم ووضع حلول مناسبة. وأضاف أن اللجنة تعمل على تثقيف المستثمر وزيادة وعيه ودعمه بعدة طرق لضمان استمراره في القطاع، مشيرًا إلى أن المشروعات المستقبلية التي استهدفتها الدولة للسياحة الداخلية مع رؤية 2030 تبعث على التفاؤل في كثير من المجالات، لا سيما السياحة والترفيه، خاصة أن الأخير أحد أهم القطاعات التي ترتكز عليها الرؤية، وسيصبح من العوامل الأساسية الداعمة للاقتصاد الوطني. وأشار إلى أن إزالة الكثير من المعوقات التي كانت في السابق بقطاع السياحة والترفيه يسهم في تحسين بيئة القطاع. وقال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، الدكتور عبدالله المغلوث: إن السياحة الداخلية في الماضي عانت من غياب التخطيط المباشر لجذب السياح، ولم تستطع إقناع الكثير من عدم مغادرة البلاد للسفر في العطلات الرسمية، مرجعًا ذلك إلى غياب المرافق المعروفة والخاصة بالجذب السياحي. وأضاف المغلوث، أن الرؤية وضعت خارطة للسياحة الداخلية والجاذبة حتى للسياح الوافدين، تتمتع بنظرة شاملة على كل المناطق الأثرية والسياحية، مشيرًا إلى أن المشروعات العملاقة، كمشروع البحر الأحمر ونيوم ستسهم في حراك اقتصادي ودفع عجلة السياحة الداخلية للإمام، خاصة أن المملكة أصبحت محط أنظار الشركات الاستثمارية العالمية نحو الإسهام في تنفيذ وتشغيل هذه المشروعات مما يؤكد ثقتهم في قوة الاقتصاد السعودي ومتانته. وأوضح أن رؤية 2030 ومبادراتها وبرامجها تبحث عن فرص استثمارية وتوطين السياحة الداخلية وتحسين جودة الحياة والمعيشة وتنويع مصادر الدخل إلا أن الأمر مرهون بموجب مشروعات تنظر اليها الدولة على انها دعم للاقتصاد ومحرك له. و اشار المغلوث إلى أن المشروعات الكبرى ستضيف فرصا وظيفية لقطاع السياحة والضيافة مباشرة وغير مباشرة بانتهاء كامل المشروع وسيسهم في إيجاد فرص استثمارية للقطاع الخاص المحلي إضافة إلى تطوير القطاع مع الحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي وستدفع هذه المشروعات عجلة التنوع الاقتصادي من خلال جذب نحو مليون سائح سنويا للإسهام في إضافة 22 مليار ريال إلى الناتج المحلي للمملكة. وأكد الدكتور سالم باعجاجة، أستاذ الاقتصاد بجامعة الطائف، أن مقومات السياحة الداخلية من مواصلات ومرافق وخدمات لم تكن موجودة في الماضي، إلى أن الآن بدأت في الانتعاش سواء في محافظة العلا وغيرها، خاصة أن السائح بحاجة إلى مطاعم ومواصلات وأماكن للترفيه، وفعاليات ترفيهية ومهرجانات عالمية لم تكن موجودة في السابق. وأضاف أنه يجب لجذب السياحة الداخلية والحد من سفر السعوديين إلى الخارج في العطلات تثقيف المواطنين بأهمية السياحة الداخلية، وتسويق هذه السياحة من خلال الإعلانات المكثفة سواء مرئية أو مسموعة، إضافة إلى تقليص الأسعار، مقارنة بالدول المجاورة. في حين كشف تقرير صادر عن مؤسسة النقد اطلعت «المدينة» على نسخة منه عن أن حجم القروض البنكية بغرض السفر والسياحة بلغ 451 مليون ريال قبل نهاية العام المنصرم ، التقرير ان المصارف المحلية سجلت ارتفاعا كبيرا خلال عام واحد فقط ما بين 2017 –2018، وبلغ الارتفاع ما يقارب 6 أضعاف، في حين سجلت تلك المصارف قروضًا وصلت إلى 65 مليون ريال في 2017. «المدينة» حاولت الاتصال مرارا بمدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أمين مجلس التنمية السياحي بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان، إلا أنه لم يرد على جميع محاولات الاتصال لسؤاله على خطط الهيئة حول السياحة الداخلية.