صدرت تحذيرات للحكومة التركية بشأن التزايد في كميات الذهب المستورد من فنزويلا بصورة مثيرة للقلق والريبة، في الوقت الذي تشهد فيه فنزويلا أزمة سياسية إثر مطالبة زعيم المعارضة باستقالة نيكولاس مادورو، وأحقيته في تولي المقعد الرئاسي، التي لاقت مساندة وتضامنًا من عدد من الدول ونقلت الإذاعة البريطانية عن أحد المصادر الدبلوماسية الغربية قوله إن هناك قلقًا متزايدًا من أن جزءًا من الذهب الذي يتم تصديره إلى تركيا يتم تهريبه سرًّا إلى إيران في انتهاك للعقوبات الاقتصادية المفروضة من واشنطن على طهران. وذكر تقرير "بي بي سي" أن تركيا حصلت على ما تصل قيمته إلى مليار دولار أمريكي من الذهب الخام بحجة صقله وإعادة تصديره إلى فنزويلا، إلا أنه لا توجد أي دلائل على أن أيًّا من هذه الشحنات الضخمة من الذهب قد تم إعادتها إلى فنزويلا، وتثور شكوك الحكومات الغربية التي رصدت أن تركيا أصبحت من أبرز الدول الناشطة في تجارة الذهب عالميًّا. وترتبط طهران ونظام مادورو في كاراكاس بعلاقات تحالف وثيقة؛ إذ أعرب المسؤولون الإيرانيون عن دعمهم القوي لحكومته. ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الولاياتالمتحدة بأنها قوة مهيمنة، تدعم خصوم مادورو، وتقوم بتجميد أصول فنزويلا لصالح المعارضة.ومن جهته، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علانية عن دعمه لمادورو، فيما اعتبره المراقبون انعكاسًا لرغبة أردوغان في بقاء زعيم مستبد آخر في سدة الحكم. وتقول عناصر المعارضة الفنزويلية إن النظام الحاكم يرتكب العديد من الجرائم في مجال استخراج الذهب بشكل غير قانوني ومدمر للبيئة، فضلاً عن مشاركة عصابات جريمة منظمة، تلجأ للعنف الشديد والقتل في بعض الأحيان للسيطرة على القائمين على أنشطة تعدين الذهب الصغيرة لصالح الحكومة.