شهد السودان، أمس، موجةً جديدة من التظاهرات، بينما دعا قائد قوات الدعم السريع التابعة للجيش السوداني، الفريق محمد حمدان حُميدتي، الحكومة إلى حل سريع للأزمة الاقتصادية وتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين. يأتي ذلك فيما قامت قوات الأمن السودانية بتفريق جموع المتظاهرين في الخرطوم، بعد تجمّع لمسيرة كانت تعتزم الوصول إلى القصر الرئاسي لتقديم مذكرة تطالب الرئيس السوداني عمر البشير بالتنحي، وقامت قوات الأمن بإغلاق الطرق الرئيسة، في وقت وصف فيه البشير المتظاهرين بمثيري الشغب والمندسين. وشهدت العاصمة الخرطوم يومًا لا يشبه سابقيه من أيام الاحتجاجات الحالية أو حتى الهبات الشعبية التي ظلت تندلع وتخبو طيلة الثلاثين عامًا الماضية. صباحا بدا الاستعداد الأمني فيه هو الأعلى صوتًا استعراضًا للقوة أو تمترسًا حول ميدان أبوجنزير، وجميع الشوارع المؤدية إليه. أما الظهيرة فكانت على صفيح ساخن، حيث بدأت جموع المتظاهرين الزحف من أنحاء متفرقة من العاصمة بغية الوصول إلى الموقع المحدد من قبل نقابة المهنيين لتسيير موكبها السلمي نحو القصر الرئاسي، وتسليم مذكرة تطالب برحيل النظام، لتتصدى لها الأجهزة الأمنية بالغاز المسيل للدموع والهراوات، فيما تحدث ناشطون عن إطلاق للرصاص خلّف جرحى وقتلى. وبينما يتهم المعارضون الحكومة بتفضيل الخيار الأمني في التعامل مع التظاهرات، تتحدث الحكومة على لسان الرئيس البشير عن مؤامرة خارجية باستغلال من وصفهم ب»المندسين ومروجي الشائعات». ولا تكتفي السلطات بهذه الاتهامات بل ترفقها باعترافات من قالت إنهم «مثيرو الشغب».