قبل مدة قريبة لقي طفل في منطقة القطيف حتفه في باص مدرسة نتيجة خطأ غير مقصود من قبل السائق فقط لأنه لم يتأكد من خروج جميع الأطفال من الباص، والسؤال الأهم هنا من المسؤول؟ ومن نستطيع لومه على تلك الحادثة؟ قد يلام السائق على الإهمال ولكن ليس على موته، وهناك فئة قد وضعت اللوم على المدرسة أيضاً بسبب عدم اهتمامها والاتصال بوالد الطفل والسؤال عن غيابه ولكنهم أيضاً ليسوا مسؤولين عن ذلك فالجميع يعلم أن الطفل لا يتغيب عن المدرسة إلا بعلم أهله فليس لأحد الحق في لومها. وقد ذكرت بعض الصحف أن الحادثة ليست الأولى للسائق فقد تكررت قبل ذلك في نفس الطفل عندما ترجل السائق من الباص دون التأكد من نزول جميع الأطفال ولم يحدث شيء فقد كان الموسم بارداً وشاء الله أن يعيش، في ظل ما ذكر أين الأهل من ذلك السائق؟ لماذا لم يقوموا بالتبليغ عن فعلته في المرة الأولى -ولا أقصد قطع رزقه- فقط تنبيهه دون إلحاق الضرر به؟ لا أعلم ردة فعلهم أو الإجراء الذي تم اتخاذه ولكن «ليس كل مرة تسلم الجرة» ففي المرة السابقة شاء الله وعاد إليهم سالماً ولكن هذه المرة عاد إليهم جثة، ربط الله على قلوب أهله. وقد وضع الأهل اللوم على إهمال السائق وعلى قادة المدرسة التي لم تبلغهم بغياب ابنهم بل تجاهلت الموضوع، هل معهم الحق في ذلك؟ لا أنكر أن وفاته نتيجة إهمال من قبل السائق، ليس من حقي لوم أهل الطفل على ما يقولونه فقلوبهم مفجوعة على وفاة طفلهم، ولكن نضع اللوم قليلاً عليهم فلو تم التصرف من المرة الأولى عندما نسيه السائق لما كرر التصرف ذاته مع نفس الطفل. بعد تلك الحادثة جاءت التعاميم التي تحتم على قادة المدارس ابلاغ الأهل بغياب طفلهم في بداية الدوام الدراسي حتى لا نرى وفاة طفل آخر في الباص، في بعض الأحيان قد يكون إهمال بسيط من طرف تكون نتيجته فاجعة للبعض. من وجهة نظري أن لكل مهنة أهميتها مهما كانت بساطتها وعلينا الإخلاص فيها.