تسبب مستشفى حكومي بمكةالمكرمة في تدهور الحالة الصحية لمواطنة بعد تشخيص طبي خاطئ من قبل الطاقم الطبي وعدم الكشف المبكر عن المرض، حيث كان التشخيص الأول على أنها حالة طبيعية تعاني من التهاب المعدة والأمعاء ، واكتشف لاحقا أن لديها جلطة في الشريان المساريقي ، مما أضطر الفريق الطبي المباشر على حالتها بمشاركة فريق جراحة الأوعية الدموية إلى إجراء العديد من العمليات الجراحية وانتهى الحال بالمواطنة إلى استئصال الامعاء الدقيقة بأكملها، ودخولها في حالة غيبوبة تامة وتنويمها في العناية المركزة مع عدم خضوعها إلى أي تدخلات جراحية أخرى. وفي التفاصيل، قال سعيد بدح الغامدي ل(المدينة): أن والدتي تنومت بمستشفى النور التخصصي في قسم الباطنة بتاريخ 11/03/1440ه كحالة تعاني من ألتهاب المعدة والأمعاء حسب ما تبلغنا به من قبل الطبيب ، وفجأة تدهورت حالتها وخضعت إلى إجراء فحص تنظير الجهاز الهضمي العلوي ، والذي لم يشير أي نتائج ، و خضعت المريضة إلى إجراء فحص الاشعة المقطعية على البطن والتي أشارت إلى وجود تخثر (جلطة) في الشريان المساريقي، مما يؤكد إلى وجود تشخيصاُ خاطئاُ في بداية الامر، ثم خضعت والدتي إلى إجراء الفحوصات اللازمة من قبل الطبيب وكانت تبدو عليها علامات المرض وتعاني من ألم في البطن بالإضافة إلى عدم وجود انتظام في ضربات القلب. وأوضح: بعد ذلك أكتشف الأطباء أن والدتي انها تعاني من تمدد في البطن مع تورم في جميع انحاء البطن، واشعرونا بنتائج الفحوصات وبالحاجة إلى خضوعها إلى إجراء عملية استكشاف جراحي مع مشاركة فريق جراحة الأوعية الدموية من أجل امكانية إجراء عملية استئصال الصمة، وأدخلت والدتي إلى غرفة العمليات حيث تبين أنها تعاني من غرغرينا في أكثر من 15 سم من الأمعاء الدقيقة مع وجود احتقان بها، ثم إجراء عملية استئصال للجزء المصاب بالغرغرينا، بالإضافة إلى اجراء عملية استئصال للصمة. واكد الغامدي: بعد مضي 24 ساعة قام الأطباء بأجراء عملية جراحية لها، وحولت والدتي إلى وحدة العناية المركزة ووضعت تحت المراقبة اللصيقة، وفي 15/3/1440ه حولت والدتي إلى غرفة العمليات من اجل الخضوع إلى إجراء عملية استكشاف جراحي أخرى والتي أشارت إلى وجود جزء كبير من الامعاء الدقيقة مصاب بغرغرينا مع وجود احتقان لحوالي25 سم من الصمام اللفائفي الاعوري ، ثم إجراء عملية استئصال للجزء المصاب بالغرغرينا، بعد ذلك تم اجراء عملية جراحية لاستئصال الأمعاء بأكملها، وقرر الأطباء وضع والدتي تحت المتابعة مع عدم خضوعها إلى أي تدخلات جراحية أخرى، حولت بعد ذلك إلى وحدة العناية المركزة. وطالب الغامدي بتشكيل لجنة للتحقيق مع المستشفى، ومحاسبة المتسبب في التشخيص الطبي الخاطئ الذي أدى إلى تدهور حالة والدته الصحية، والمساعدة في نقلها إلى مستشفى متقدم في الطب، ويوجد به متبرع بأمعاء دقيقة بداخل المملكة أو خارجها، من جانبها تواصلت "المدينة" من خلال الواتساب مع المتحدث الرسمي لصحة منطقة مكةالمكرمة حمد العتيبي، للتعليق على هذه القضية وعن سبب التأخير في تشخيص حالتها مبكراً مما تسبب في تدهور صحة المواطنة ودخولها في حالة غيبوبة، كون الشؤون الصحية بالمنطقة طرفاً في هذه القضية، لكنه تجاهل المراسلات، ولم يرد أو يعلق عليها. من جانبه أوضح المستشار القانوني أحمد عجب، أن التشخيص الطبي الخاطئ يعد من أكثر الأخطاء الطبية شيوعا ، ومتى كان لدى ذوي المريضة شك بأن هناك اهمال طبي في هذا الجانب ، يمكنهم تقديم الشكوى للشؤون الصحية لتأتي التوصية بالتحقيق حول الحالة والتأكد من صحة الشكوى ، وفي حال توصلت الشؤون الصحية لثبوت أو وجود دلالات على حدوث الخطأ الطبي يحال ملف المعاملة إلى اللجنة الطبية الشرعية، وعلى ضوء جسامة الخطأ من عدمه يتقرر مقدار الجزاء في الحق العام على الممارس الصحي المتسبب والذي يقدر بين الانذار والغرامة في حدود عشرة الاف ريال والشطب من سجل الممارسين، أما التعويض الذي قد يتحصل عليه المريض في الحق الخاص فلا يتحقق الا بثبوت تضرره من الخطأ الطبي وتوافر اركان المسؤولية التقصيرية للخطأ والضرر والعلاقة السببية.