لا نعدو الحقيقة قيد أنملة أو نتجاوزها إلى المبالغة حين القول بأن ما تمارسه مليشيا الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن العالم العالم أجمع، وليس خطرًا إقليميًا يتهدد المحيطين بالمنطقة فقط، ودلالة ذلك نقرأها في ما يمثله البحر الأحمر من دور اقتصادي لكافة دول العالم، بوصفه ممرًا مائيًا عالميًا يربط بين القارات دون استثناء، ويجسر المافة بينها بما يشكل شبكة اتصال مائي يسهّل من عبور السفن المحملة بكل السلع التجارية التي تعبر القارات جيئة وذهابًا، في حركة تستوجب أن تكون مؤمنة ضد كل السلوكيات المهددة والنوازع الإرهابية التي تقترفها جماعات إرهابية مثل جماعة الحوي، مدعومة بدول مارقة، كما هو الحال مع إيران. على خطى إيران يتعاظم خطر استهداف أمن البحر الأحمر بالألغام، إذا ما نظرنا إلى التركيز الكبير الذي تقوم به جماعة الحوثي في هذا الجانب، فإحصائية تحالف دعم الشرعية باليمن تشير إلى اكتشاف وتفجير 86 لغمًا بحريًا في جنوبالبحر الأحمر، منذ انطلاق العمليات العسكرية، حيث درجت هذه الجماعة المارقة على هذا المسلك المهدد لأمن المنطقة بشكل مستمر، كان آخرها الأسبوع المنصرم حين دمر التحالف 36 لغمًا، وأتبعه ب(13) أخرى مطلع هذا الأسبوع، بما يعني أن هذه الجماعة ما زالت سادرة في غيها، وغير مكترثة لحجم الضرر الذي يمكن أن تلحقه هذه الألغام بالمنطقة، غير غافلين أنها تتلقى العون في ذلك من دولة الملالي، وتتبع خطواتها في تهديد المياه الدولية، بمثل ما ظلت إيران تهدد بإغلاق وتلغيم "مضيق هرمز"، بما يعطّل حركة الملاحة العالمية، وانسياب مرور نقالات النفط.. فجماعة الحوثي بظروفها الحالية، لا تملك القدرة على إنتاج ألغام متطورة، كالتي أعلن عنها "التحالف" بالإشارة إلى أنها تنوعت ما بين ألغام المعلقة والطافية، بحساسية عالية على الانفجار وإحداث أضرار جسيمة – لا سمح الله –، آخذين في الاعتبار كذلك مرونة الألغام، وكلفتها بالنسبة لفعاليتها بما يجعلها جاذبة للمحاربين الأقل قوة في الحروب المختلفة، بحسب ما تشير إليه المصادر المهتمة بصناعة السلاح، التي تشير كذلك إلى أن "كلفة إنتاج وزرع الألغام تكون عادة ما بين 0.5% إلى 10% من كلفة إزالته، فيما يأخذ وقت إزالته أكثر من 200 ضعف من وقت زرعه.. الأمر الذي يلقي بالتبعة على تحالف دعم الشرعية باليمن، إلى مواصلة الجهد، لوقف وإزالة خطر تهديد الألغام الحوثية في البحر الأحمر، متآزين في ذلك مع إسهامات المجتمع الدولي الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي بمضيق باب المندب وجنوبالبحر الأحمر، بما يضمن ملاحة سلسة وآمنة، بعيدًا عن تهديدات الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لسلامة خطوط الموصلات البحرية والتجارية العالمية. مسؤولية قانونية إن هذا الاستهداف الحوثي الإيراني لأمن البحر الأحمر بهذه الألغام الكارثية يقف دليلاً قاطعًا على عدم جديتها هذه المليشيات في إيقاف أعمالها الإرهابية والعدائية التي تمس الأمن الإقليمي والدولي، وما تعلته من مواقف المهادنة وتطرح المبادرات المفخخة لا يعدو أن يكون تكتيكات لكسب مزيد من الوقت، وتأجيل موتها الحتمي، ومحاولة لاكتساب تعاطفي دولي لن تحصل عليه على الإطلاق، طالما بقية "ربيبة" لإيران، تأتمر بأمرها، وتتبع خطاها في زعزعة امن واستقرار المنطقة والعالم بأسره، بما يجعلها وإيران تحت الحوثية المسؤولية القانونية حال حدوث أي أضرار أو كوارث بيئية واقتصادية نتيجة أعمالها الإرهابية بمضيق باب المندب وجنوبالبحر الأحمر. أنواع الألغام البحرية 1-ألغام الاتصال المباشر - أول نوع تم صناعته من الألغام البحرية ومازال يستخدم حتى يومنا هذا - غير مكلف مقارنة بغيره من الأسلحة المضادة للسفن - فعال كسلاح لإحداث الهبة لدى العدو أو إغراق السفينة بالكامل - تحتاج إلى لمسة من الهدف قبل الانفجار - ينحصر ضرر الانفجار فقط في السفن التي تلمس اللغم 2- الألغام المربوطة - مصمم ليسبح تحت سطح الماء أو على عمق خمس أمتار - عبارة عن سلسلة حديدية موصولة باللغم وفي أسفلها مرساة مثبتة في قاع البحر تمنعه من الطفو بعيداً - يتألف من صاعق ومواد المتفجرة توضع في صدفة قابلة للطفو من الحديد أو البلاستيك - يمكن تحديد العمق تحت السطح لكي تكون سفن الكبيرة، مثل حاملات الطائرات، السفن الحربية أو سفن النقل كبيرة الحجم فقط هي في خطر انفجار اللغم، وبهذه العملية يحفظ اللغم من الانفجار بسفينة قليلة القيمة - لا يظهر إذا كان مستوى البحر منخفضًا بفعل المد والجزر 3- ألغام التحكم عن بعد - تستخدم بشكل متكرر مع مدفعية الشاطئ والمتنصات المائية - يتم التحكم في توقيت تفجيرها بأجهزة خاصة ومتطورة - يمكن أن تتحول إلى ألغام حقيقية بكبسة زر - يعتبر هذا النوع أكثر تفوقاً من ألغام الاتصال المباشر لأنها لا تشكل خطراً على السفن الصديقة 4- ألغام حساسة - تنفجر عادة بتأثير سفينة أو غواصة، عوضاً عن الاتصال المباشر - بها حساسات إلكترونية مصممة بحيث ترصد حركة السفينة وتنفجر عندما تصل إلى مدى اللغم - صواعقها بها واحد أو أكثر من الحساسات التالية: * مغناطيس * حساس صوتي سلبي * حساس ضغط للانزياح مائي الذي تسببه السفينة طرق نشر الألغام البحرية - عبر سفن تجارية معدلة بحيث تدحرج أو تنزلق جانباً إلى المياه - عبر طائرات تلقي بالألغام بالمظلات - عبر غواصات، تطلقها من أنابيب الطربيد أو من منصة إطلاق مخصصة موجودة على جانبي الغواصة - من خلال سفن القتال التي تقوم بدحرجة الألغام من جانب السفينة - بواسطة السفن المموهة، حيث تقوم بنشر الألغام على أساس أنها سفن لصيد السمك - عبر النشر من الشاطئ، وفي هذه الحالة تكون الألغام أصغر وفي المياه السطحية - بواسطة غواص مهاجم، توكل إليه مهمة نشر الألغام الصغيرة في المياه السطحية طريقة كسح الألغام البحرية - تقوم طائرات مروحية كاسحة للألغام باستخدام أجهزة مقطورة لإزالة الألغام في المياه الضحلة - تفجر الأجهزة الباعثة للصوت والمثبتة تحت الماء الألغام الصوتية - تقوم بعض الأجهزة التي تثبتها كاسحات الألغام تحت الماء بقطع الأسلاك المثبتة لألغام الالتماس - يطفو اللغم بعد ذلك إلى السطح ويتم تفجيره بالمدافع - تقوم أجهزة كهربائية تقطرها السفن بتفجير بعض الألغام المغنطيسية - ألغام الضغط تتم إزالتها وتفجيرها باستخدام سفن صغيرة عابرة مجهزة خصيصًا لهذا الغرض الأخطار المحتملة من الألغام البحرية - تؤثر على تلوث البيئة البحرية عندما تنفجر السفن التجارية خاصة المحملة بالنفط أو المواد الكيماوية - تؤثر على طرق الملاحة الدولية وتصبح مستمرًا خاصة إذا تم زرعها بدون خرائط - قتل الحيوانات والأسماك البحرية - التهديد البيئي - تهديد نشاط الصيد في المنطقة وتوقفه في بعض المناطق - تهدد حقول الألغام أماكن زراعتها من خلال خرائط تبرز إحداثياتها بدقة - تتحول إلى حواجزَ تعرقل مناورة القوات الصديقة وتجعلها تحت رحمة العدو - عندما تُترك مهملة بعد انتهاء الحرب، تشكل خطراً ليس على المقاتلين فحسب بل على المدنيين أيضاً - ضحاياها من المدنيين بأطرافهم المبتورة وعاهاتهم الدائمة، ناهيك عمن قضى نحبه اتفاقية دولية عقدت اتفاقيات عديدة بين الدول ل: - المسارعة إلى تحديد مواقع حقول الألغام المتروكة وإزالتها - المناداة بخطر استخدام الألغام المضادة للأشخاص مستقبلاً في أي أعمال قتالية - تشكيل العديد من الجمعيات الإنسانية لتقديم العون إلى المتضررين