كل شيء في هذه الحياة يبكي فالسماء تبكي شتاء بماء منهمر، والشجر يبكي بأوراق متساقطة، والجسد يبكي صيفًا بعرق متصبب، فالطبيعة تبكي وتعبر عن مشاعرها ونتفاعل معها بكل حب ولا نتضجر.. إلا الانسان خَص البكاء بالنساء وغرس داخل نفسه أن الدمع ليس للرجال، فإذا بكى الطفل الصغير صرخ في وجهه أنت لست برجل فالرجال لا يبكون ولكن الدمع خلقه الله للإنسان ذكرًا وأنثى فالنبي صلى الله عليه وسلم بكى عند فراق ولده ابراهيم وأردف قائلاً: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليخشع «.. فعبر أيها الرجل عن حزنك الشديد، وألمك المرهق بدمعك فنحن نعلم معشر النساء أن دمعك عزيزٌ بفطرتك وأنك لا تبكي إلا في أشد الشدائد وأصعب الأحوال. عزيزي الرجل.. القِ رأسك بين ذراع أمك، اختك، زوجتك.. وعبر عن فطرتك، ومارس البكاء بقوة الرجال.. فالدمع راحة للإنسان في كل مراحل عمره، وهو علاج نفسي.. عبر عن ألمك بقطرات تتساقط فنحن نعلم أنك قوي صبور جلود.