شهد قطاع غزة مساء أمس تصعيدًا جديدًا مع إطلاق صواريخ من غزة في اتجاه إسرائيل ورد الدولة العبرية بغارات على مواقع عدة في القطاع. واستشهد فلسطينيان وأصيب ثلاثة آخرون في شمال القطاع جراء الغارات الإسرائيلية وفق ما أفادت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس، فيما أفادت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية أن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا. ويأتي هذا التصعيد غداة عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية داخل القطاع المحاصر أسفرت عن استشهاد سبعة فلسطينيين ومقتل مقدم إسرائيلي وإصابة ضابط وبعد هدوء قبل ظهر أمس، تجدد العنف عصر الإثنين عبر إصابة حافلة إسرائيلية بصاروخ أطلق من غزة ما أدى إلى إصابة شخص بجروح بالغة بحسب الإسعاف. ورد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف موقع في القطاع. ولم يمض وقت طويل حتى أطلقت مجموعات من الصواريخ في اتجاه إسرائيل. وقال الجيش إنه أحصى نحو ثمانين صاروخًا مصدرها غزة، لافتًا إلى اعتراض عدد منها. وأصيب ثلاثة أشخاص بسقوط صاروخ في مدينة سديروت في جنوب إسرائيل. ونقلوا إلى المستشفى في وضع مستقر. وقال الجيش الإسرائيلي: «إن المقاتلات الإسرائيلية بدأت بضرب أهداف إرهابية في أنحاء قطاع غزة». وتبنت كتائب القسام في بيان مساء أمس إطلاق الصواريخ والضابط الإسرائيلي الذي قتل الأحد هو ثاني جندي إسرائيلي يقتل منذ تصاعد التوتر بين إسرائيل وغزة نهاية آذار/مارس. ومذاك، استشهد 230 فلسطينيًّا على الأقل بنيران إسرائيلية. وأجبرت عملية الأحد وما أعقبها من تطورات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على العودة من باريس. وترأس الأخير اجتماعًا الإثنين ضم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان والمسؤولين الأمنيين. وتأتي هذه التطورات الميدانية بينما كان يبدو أن الوضع في غزة يستقر بعد أشهر من المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين بالقرب من السياج الذي يفصل بين القطاع والدولة العبرية. وفي هذا الإطار سمحت إسرائيل لقطر بتسليم غزة 15 مليون دولار من أجل دفع رواتب الموظفين في القطاع. وبرر نتانياهو هذا القرار مساء السبت، مؤكدًا أنه قد يساهم في إعادة الهدوء.