اعلن الجيش الاسرائيلي عن انهاء عملياته العسكرية الإجرامية "الشتاء الحار" شمال قطاع غزة التي استمرت خمسة ايام زرعت خلالها الموت والدمار، وخلفت العملية الارهابية التي وصفت بأنها الاوسع منذ العام 2000م (117) شهيدا وأكثر من 350جريحا فضلا عن تدمير العشرات من المنازل والممتلكات، وفي المقابل اعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل جنديين وإصابة عدد آخر. وانسحب جيش الاحتلال صباح أمس من شمال قطاع غزة حيث تحركت الدبابات والآليات العسكرية باتجاه الحدود بين قطاع غزة وأراضي عام 48واختفت عن الأنظار في داخل مواقعها في محيط قطاع غزة. وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال انتهاء العملية العسكرية البرية في غزة وانسحاب القوات من المنطقة التي دخلها الجيش بزعم وقف إطلاق الصواريخ، وذكر المتحدث أن الجيش سيواصل التركيز على العمليات الجوية ضد مطلقي الصواريخ. وفور انكفاء المعتدين الإسرائيليين خرج المئات من الفلسطينيين يتفقدون آثار الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال، حيث روى شهود عيان أن دمارا كبيرا لحق بالمنازل والطرقات وشبكات الكهرباء والصرف الصحي والحقول الزراعية في منطقة التوغل. وأعلنت مصادر طبية أن الأطقم الطبية عثرت على جثامين ثلاثة مواطنين شهداء بينهم ضابط إسعاف شرق بلدة جباليا في منطقة جبل الكاشف شرق جباليا عقب انسحاب الآليات الإسرائيلية. وفي المقابل عثر مقاومون من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) على أشلاء جنود وعتادهم العسكري في منطقة التوغل بعد إصابتهم خلال تصدى المقاومة للتوغل، إلى جانب العثور على آلية عسكرية مدمرة حيث يجرى العمل على سحبها. وكانت ليلة الاثنين شهدت تصعيداً ملحوظاً في عدد الغارات الإسرائيلية-التي كان يفصل بين الواحدة والأخرى دقائق معدودة-، حيث أدت تلك الغارات إلى استشهاد وإصابة عدد من المقاومين والمواطنين وتدمير ورشات صناعية في مختلف مناطق القطاع. وقال د. معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة ان "اجمالي عدد الشهداء بعد خمسة ايام من العملية الاسرائيلية والانسحاب 117شهيدا فلسطينيا وما يزيد عن 350جريحا". واضاف ان "بين الشهداء 22طفلا و 12سيدة وفتاة وتم استهداف طواقم طبية ورجال الخدمات والصحافيين حيث استشهد اثنان من الطواقم الطبية وآخر من الخدمات وأصيب ثلاثة صحافيين". على صعيد آخر قصفت كتائب الشهيد عز الدين القسام بعد ساعات من انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أرض شمال قطاع غزة بصاروخ واحد عل الأقل مدينة عسقلان المحتلة. واعترفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ أصاب منزلاً بشكل مباشر ما أسفر عن إصابة بعض الأشخاص بالهلع. وزعمت الإذاعة أن الصاروخ من طراز غراد. وسمع في المدينة دوي انفجار ثلاث قذائف صاروخية، حسب الإذاعة. وأعلنت مصادر إسرائيلية مساء الاحد إصابة 20إسرائيلياً بجراح وحالات هلع في سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية على سديروت وعسقلان والقرى المحاذية لقطاع غزة بينهم رئيس بلدية سديروت (ايلي مويال) الذي أصيب بجراح طفيفة. وحسب إذاعة راديو إسرائيل فإن خمسة إسرائيليين أصيبوا بجراح بينهم رئيس بلدية سديروت، في حين أصيب 15آخرين بحالات هلع وذعر نتيجة سقوط الصواريخ. وقالت حركة (حماس) ان انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة يعني بداية فشل الحرب البرية الإسرائيلية على القطاع أمام بسالة وصمود المقاومة الفلسطينية. وحذرت الحركة على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري في مؤتمر صحافي عقده أمس في مدينة غزة من محاولة جيش الاحتلال الإسرائيلي "تعويض هذا الفشل" عبر شن غارات جوية تستهدف المدنيين من الأطفال والنساء لإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف المواطنين العزل. ودعا أبو زهري رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت إلى "التقاط الدرس جيدا من هزيمة جنوده أمام كتائب القسام شرق جباليا والانسحاب مدحوراً والاستفادة منه مستقبلاً قبل شن أي عدوان جديد على الشعب الفلسطيني". وأضاف "على أيهود أولمرت التقاط الدرس جيدا من هزيمة جنوده أمام كتائب القسام"، محذراً من أن تقدم دولة الاحتلال على أي حماقة من استهداف قادة حركة (حماس) بعد أن صادق رئيس حكومة الاحتلال على ذلك لأن الردود ستكون قاسية. ولفت إلى أن الصور التي بثتها وتبثها وسائل الإعلام عقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة تدل على بربرية ونازية الاحتلال وعقليته الإرهابية، وتدفع الشعب أن يقوي من مقاومته ويواصلها في وجه الاحتلال. وثمنت الحركة توحد الشارع الفلسطيني خلف المقاومة وفي مواجهة العدوان رغم طبيعة مواقف سلطة رام الله، داعيةً إلى المزيد من التوحد الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر. وحول ما يتردد عن اتفاق تهدئة بين (حماس) والاحتلال، أكد أبو زهري أنه من المفترض أن يسأل الاحتلال عنها لأنه هو من يعتدي والمصر على استمرار المجازر، وتصريحات أولمرت واضحة بأن الاحتلال يواصل عدوانه على قطاع غزة، مشيراً إلى أن (حماس) لم يعرض عليها شيء لتدرسه، وكانت رحبت بأي عرض جدي وفق المصلحة الفلسطينية.