أولت وزارة التعليم اهتماما كبيرا لتطوير المناهج الدراسية بالتعاون مع شركة تطوير للخدمات التعليمية، و المؤسسات ذات الخبرة. ويأتي منهج اللغة الانجليزية واحد من المناهج الذي شهد تغييرا وتطورا خلال السنوات الأخيرة، لاسيما مع البداية الجادة من الوزارة في النظر لمنهج اللغة الإنجليزية كواحد من أساسيات التطوير. من جهتها أوضحت رئيسة قسم اللغة الإنجليزية بإدارة الإشراف التربوي بالطائف فاطمة بنت محمد الصخيري : " أن مشروع تطوير مناهج اللغة الإنجليزية مشروع وطني يهدف إلى تطوير جميع عناصر المنهج وفق أحدث النظريات والأساليب، مبينةً أن وزارة التربية والتعليم آنذاك عمدت إلى الاشتراك مع بيوت الخبرة والمؤسسات التعليمية والأكاديمية الوطنية الحكومية والأهلية التربوية والعلمية المعاصرة عمليات تخطيطه وتنفيذه و تقويمه. ولفتت الانتباه إلى مشروع تطوير مناهج اللغة الإنجليزية الذي أدى إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم من خلال إجراء تطوير نوعي وشامل في المناهج ليستطيع بكل كفاية واقتدار مواكبة الوتيرة السريعة للتطورات المحلية و العالمية، كما يهدف أيضا إلى توفير وسيلة فعالة لتحقيق أهداف سياسة التعليم على نحو تكاملي عن طريق تضمين المناهج القيم الإسلامية والمعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية اللازمة للتعلم وللمواطنة الصالحة والعمل المنتج، وتضمينها التوجهات الإيجابية الحديثة في بناء المناهج مثل مهارات التفكير ومهارات حل المشكلات ومهارات التعلم الذاتي والتعلم التعاوني والتواصل الجيد مع مصادر المعرفة، وتنمية المهارات الأدائية من خلال التركيز على التعلم من خلال العمل والممارسة الفعلية للأنشطة، وإيجاد تفاعل واع مع التطورات التقنية المعاصرة وبخاصة التفجر المعرفي والثورة المعلوماتية. وقالت الصخيري: "أطلقت وزارة التربية والتعليم عدد من السلاسل العالمية تم تدريسها في جميع مناطق المملكة، ولم تكتف بسلسلة واحدة فقط من ضمنها سلسلة قررات Macmillan، وسلسلة مقررات McGraw Hill، وسلسلة مقررات MM Publication، وبنيت هذه المناهج الجديدة للغة الإنجليزية (السلاسل العالمية) على النظريات الحديثة في تعليم اللغة الإنجليزية مثل Communicative Approach ، Constructivism ، Triple A, التي تحفز جميعها الطالب على ممارسة اللغة الإنجليزية في الحياة العامة من خلال تفعيل المهارات الأساسية الأربعة : القراءة، الكتابة، الاستماع، التحدث، والمهارات اللغوية الفرعية، كالقواعد اللغوية والإملاء. وأكدت أن هذه السلاسل زودت بعدد من المنتجات الداعمة مثل الأقراص الضوئية للمادة الصوتية التي تعزز مهارة الاستماع، ووسائل إيضاح، وبطاقات مصورة للمفردات اللغوية الجديدة، وكتب المعلم التي تعتبر مرجع هام للمعلم يوضح له الطريقة الصحيحة في التعامل مع هذه المقررات الجديدة، بالإضافة إلى توفير موقع على الشبكة العنكبوتية لكل سلسلة من السلاسل يقدم له كل ما يحتاج إليه المعلم من المنتجات السابقة، والبرامج التدريبية، وتهيئة الميدان لتدريس المقررات الجديدة من خلال عقد العديد من البرامج التدريبية وورش العمل التي قدمت من قبل المتحدثين الأصليين للغة الإنجليزية للمعلمين، والمعلمات، والمشرفين، والمشرفات، وأتاحت الفرصة لهم بمقابلة مؤلفي، ومؤلفات السلاسل الذين قدموا دروساً تطبيقية فعلية مع الطلاب، والطالبات، ومن ثم الاجتماع بهم لطرح الاستفسارات والاستفادة من خبراتهم. وعن الخطة التطويرية القادمة لمنهج اللغة الإنجليزية أكدت الصخيري أن وزارة التعليم ممثلة في مركز اللغة الإنجليزية التابع لمركز المبادرات النوعية حريصة على دعم مناهج اللغة الإنجليزية وتسعى من خلال تطبيق نموذج "Modular Learning Design" تصميم وحدات تعليمية تهدف إلى تطوير اللغة للطلاب من خلال إكسابهم مهارتي الطلاقة والدقة Fluency & Accuracy في ممارسة اللغة الإنجليزية ، وبالتالي تأهليهم للاختبارات الدولية، وإحراز مراكز متقدمة و الحصول على درجات عالية في هذه الاختبارات. ونوهت بالمناهج الحالية المناسبة بشكل كبير لوعي وثقافة الطلاب، مبينةً أنها صممت خصيصاً لطلاب المملكة، وبدأ العمل بها عند تطبيق المشروع في مرحلته الأولى كنسخة (Pilot Edition ) أي قابلة للتعديل بناء على التغذية الراجعة التي حرصت الوزارة على الحصول عليها من خلال رفع التقارير الدورية والاستبانات للمعلمين، المشرفين، أولياء الأمور . وأضافت مشرفة اللغة الإنجليزية وفاء العوفي أن تدريس اللغة الإنجليزية للمرحلة الإبتدائية يركز على مهارة الاستماع والتحدث كخطوة أولى هامة في إتقان الطلاب للغة، وهو أيضا ثري بالكلمات التي يحتاجها الطلاب في حياتهم اليومية بحيث يهيئهم للانطلاق لإكمال السلسلة في المرحلتين المتوسطة والثانوية وإتقان اللغة الإنجليزية. وأشارت إلى أنه بعد اعتماد تطبيق سلسلة ماكميلان على منطقة الطائف كان هناك تطور واضح في مستوى اللغة الإنجليزية لدى الطلاب حيث اعتمدت المناهج الحديثة في المرحلتين المتوسطة والثانوية بواقع 6 مستويات في كل مرحلة على دمج مهارات اللغة الأساسية والفرعية في الدرس الواحد لتسمح للطالب بممارسة اللغة عن طريق التحدث والكتابة، معتمدة على مهارتي الاستماع والقراءة، واستخدام الكلمات والقواعد اللغوية بشكل صحيح من خلال الأنشطة المتنوعة، كما احتوت السلسلة على أسئلة وأنشطة بعدة مستويات منها المباشر ومنها المعتمد على مهارات التفكير العليا بحيث تحفز الطلاب على استخدام اللغة والتفكير بطريقة ابداعية وبطريقة ناقدة، أما بالنسبة لمنهج الصف الثالث الثانوي فهو مُعَد لتهيئة الطلاب للمرحلة الجامعية بطريقة ميسرة تخدمهم وتطور من مهاراتهم اللغوية بشكل كبير. من جهتها معلمة لغة إنجليزية بالمرحلة الابتدائية إيمان الفتة، قالت " إن مناهج اللغة الإنجليزية شهدت لمرحلتي المتوسطة و الثانوية خلال السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً، حيث كانت قديما تركز بدرجة كبيرة على المعلومة، أو الجانب المعرفي قبل المهارة، و لا تعطي مساحة أكبر للجانب المهاري التطبيقي" ، مضيفة:" إن هناك تكامل في المناهج بعد تطويرها، وتناسق وترابط فيما بينها لتحقيق الأهداف العامة لتدريس اللغة الإنجليزية، ويتم إعداد الطالب في كل منهج للمرحلة التالية، والأمر نفسه ينطبق على كل منهج على حدة؛ إذ أنه يوجد ترابط وتسلسل منطقي للموضوعات والوحدات التي يدرسها الطالب في كل منهج، وهناك تدرج في مراتب الصعوبة". وأوضحت أنه بشكل عام استند بناء المنهج على الطالب كمحور رئيس، وأن يكون المنهج اتصاليا، يستند تصميمه على الكفاءة اللغوية، وعلى استراتيجية تكامل المهارات اللغوية الأربع . كما أن مناهج المراحل الثلاث الإبتدائية و المتوسطة والثانوية صممت من منطلق مبدأ الاستمرارية و التكامل و أن كل مرحلة بمثابة حلقة في سلسلة متكاملة تبنى كل مرحلة على سابقتها، ويؤخذ في الحسبان عند إعدادها وبنائها ما تمت دراسته في المرحلة السابقة. وأكدت " الفتة " اهتمام الوزارة بمعامل تدريب اللغة الإنجليزية وجعلها في كل مدرسة، إذا أردنا الاستمرار في تطوير كل المهارات المتعلقة بتدريسها، و تسهيل استيعاب الطلاب ليتمكنوا من اللغة الانجليزية تحدثاً و كتابة، إضافة إلى التطوير المهني المستمر للمعلمين و المعلمات.