في جزيرة العرب حيث الشتات والانفلات والتيه والاقتتال القبلي، ظهر هذا الرجل الاستثنائي الذي يتقد دهاءً وذكاءً وفطنة، لينسج بجهاده وصبره وحكمته أجمل وأروع وأقدم وحدة عربية في العصر الحديث، والتى لا تزال ثابتةً قوية حتى يومنا هذا. الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ذلك الذي بنى فأحسن البناء، وأسس فأجاد التأسيس، وخلق وطناً يفاخر به أبناؤه اليوم، الملك عبدالعزيز كان ولاشك معجزة في زمنه، وكان رحمه الله قائداً فذاً نافذ البصيرة عادلاً ملهماً، فرغم قلة الإمكانيات في زمنه إلا انه استطاع إقامة هذا الصرح العظيم الذي لا يزال الى اليوم مثار إعجاب العالم. وبعده أكمل الطريق أبناؤه البررة واستمروا، فمسيرة البناء والعطاء لم تتعطل، ومجد هذا الوطن لا يتوقف، وانجازاته أكثر من أن تحصى، وعشق إنسان هذه البلاد لوطنه لا يتزعزع. قصة صمود هذا الوطن عبر السنين رغم ما يحاك ضده وما يجتاح المنطقة من نزاعات وحروب قصة معجزة لا تقل روعةً عن قصة تأسيسه في البدايات. ولا أحد يجادل اليوم على مكانة المملكة المرموقة دولياً، فهي من بين أعظم 20 اقتصاداً في العالم، ومهوى أفئدة مليار مسلم حول العالم، ومشاريعها المتوثبة نحو المستقبل هي حديث الأعداء قبل الأصدقاء، فضلاً عن استقرارها الداخلي، والسلم الاجتماعي الذي يحسدنا عليه القاصي والداني، هذا الوطن الذي فاق هامات السحب علواً وشموخاً نهديه في عيده الثامن والثمانين حبنا وولاءنا له ولقيادته الرشيدة. وسنغني لوطننا الغالي بألحانٍ من فخرٍ وعزة أعذب الاغنيات وأرقها ليبقى كما عهدناه وطن الأمن والأمان والعز والسؤدد.