رغم جهود الدولة لضبط الأسواق، وتنظيم العمل بالحراجات في مختلف أنحاء المملكة، فإن حراج المعيصم، بالعاصمة المقدسة، ما زال يتعرض للاختراق من جانب العمالة السائبة، ومجهولة الهوية، التي تنتشر داخله، لترويج البضائع الفاسدة، غير الصالحة لأي استخدام، وسط تراخي الرقابة الذي يفاقم المشكلة، بحسب آراء رواد الحراج، والباعة المرخص لهم بالعمل داخله. خربانة على الشرط "خربانة على الشرط" جملة يستهوي ترديدها العمالة المخالفة المنتشرة بالحراج، من بائعي الخردوات، لإخفاء أنها تالفة تماما، وغير صالحة للاستخدام مطلقا. "المدينة" كشفت سر حرص هؤلاء الباعة، على ترديد هذه العبارة، فأوضحوا أنهم يفعلون ذلك لإقناع الزبائن، أن هذه البضاعة يمكن الاستفادة منها، ولمنح مبيعاتهم مصداقية تقنع الزبون بأنه سيجد فيها ما يمكن أن يفيدهم، واعترف بعض الباعة، الذين رفضوا ذكر أسمائهم، اعترف بأنهم يفعلون ذلك لترويج بضاعتهم الفاسدة، بحثا عن المال. تكدس النفايات وانتشار المخالفات ولا تتوقف أزمات حراج المعيصم، على انتشار البضائع الفاسدة، على أيدي العمالة السائبة، المجهولة، وإنما تمتد إلى تكدس النفايات، وتراكم بعض البضائع المعروضة أمام المحلات التجارية، بما يعطل عملها، من قبل العمالة السائبة، فضلا عن رمي البضائع المستعملة والمخلفات القديمة بشكل عشوائي على الأرصفة والممرات، مع انتشار بعض الممنوعات مثل: بيع الشمة والنشوق، في تجاوز واضح للقوانين والأنظمة التي تمنع عمل البسطات المنتشرة في السوق، وكذلك بيع الممنوعات. رواد السوق: غياب الرقابة يفاقم الأزمة واتفق عدد من رواد السوق على أن غياب الرقابة النظامية، من الجهات المختصة، أدى إلى تفاقم الأزمة، حيث تنتشر البسطات المخالفة، التي تروج لبضائع تالفة، وإن كانت تشبه السليمة، مما يخدع المشترين، سواء كانت تعرض أجهزة كهربائية، أو ملابس، أو أدوات للزينة، أو المكيفات، أو قطع غيار السيارات، وغيرها. ولفت الأهالي المقيمون في المنطقة، إلى أن العمل بالحراج يستمر لساعات طويلة في الليل، وتتواصل المساومات، التي تطغى عليها العشوائية، الأمير الذي يثير الضوضاء لساعات طويلة في الليل. وطالب الأهالي بنقل الحراج إلى خارج النطاق السكاني، وتنظيمه في موقع يليق بمجتمع مكةالمكرمة، بدلا من موقع السوق الحالي، الذي يشوبه الفوضى والعشوائية والعمالة المجهولة. وألقى المواطنون فهد الحكمي، سمير العلياني، وعبد العزيز الغامدي، الضوء على المخالفات تشيرا إلى أن الأجهزة الرقابية لا تنظر إلى الوافدين، ولا تهتم بإيقافهم، كاشفين عن أن السوق يضم مستودعات ومحلات كبرى مهجورة، وتستغل من قبل العمالة السائبة، موضحا أن السوق لا يبعد سوى عدة أمتار قليلة عن صناعة الورش للسيارات، مما يزيد ذلك في تزاحم السائقين وتكدس السيارات. وأيد طلال الشمراني وسالم العويري وبندر الشريف، الرأي السابق، مشيرين إلى أن الأهالي يجدون معاناة شديدة، بالأحياء القريبة من سوق الحراج، نتيجة انتشار العمالة السائبة، مجهولة الهوية، الذين أصبحوا يتنقلون بين مكان لآخر داخل صناعية الورش، ومنطقة السوق، دون رقيب ولا حسيب، والبعض منهم يسكنون في سفوح الجبال القريبة من سوق حراج الخردة. إقبال ينذر بكارثة واتفق المواطنون، منصور الحارثي، وجارالله اللهيبي، وحسن الحزنوي، وعبد الله عبدالرحمن، على أن الحراج يشهد إقبالا كبيرا من الزبائن، وهو ما ينذر بكارثة، في ظل انتشار البضائع الفاسدة، التي يمكن أن تسبب أضرارا بالغة على المشترين، خاصة قطع غيار السيارات التي تؤدي رداءتها إلى حوادث، وكذلك الأثاث المنزلي، والأجهزة الكهربائية، والإلكترونية، التي مكن أن تسبب حوادث. ولفتوا إلى أنهم رغم ارتيادهم السوق منذ سنوات طويلة، فإنهم لم يجدوا يوما ما أثرا لأي حملات رقابية تستهدف المخالفات المنتشرة داخله، مطالبين بتشديد الرقابة على هذا المكان، حفاظا على مصالح المواطنين. مالك بسطة: "الوافدة" وراء المخالفات من جانبه حمل فهد عيدان، أحد أصحاب البسطات في السوق، العمالة الوافدة، مسؤولية المخالفات المنتشرة، قائلا: "لا توجد لدينا موارد مالية سوى هذه البسطات، ونعاني من انتشار العمالة الوافدة، التي ترتكب كل المخالفات، حتى تستطيع تحقيق أرباح خيالية، من عملها في سوق الحراج". وأضاف: "يعتمدون على تجميع الأدوات المستعملة من مصادر غير معروفة، والمواد التي لا يتم ضبطها، ويبيعونها بأسعار مضاعفة وعلى سبيل المثال منهم من يأتي بجهاز إلكتروني مستعمل في سوق الحراج، وهو لا يسوى 10 ريالات، لكنه يجري له إصلاحات فنية، ويبيعه بأكثر من 200 ريال، دون أوراق رسمية تثبت جودته". شيبي: حراج متطور بالعكيشية قريبا من جهته أكد نائب مساعد أمين العاصمة المقدسة لتنمية الاستثمارات البلدية، نزار شيبي، أن سوق الحراج لا يتبع مشروعات الأمانة، ولم ينفذ من قبلها، لافتا إلى أن دور الأمانة يقتصر على رقابة السوق، ونظافته، وبالتالي لا يمكن طرح أي مشروع تطويري له. وأضاف أنه تم طرح مشروع استثماري في العكيشية جنوبمكة، بمسمى سوق المفروشات والأجهزة الكهربائية، على مساحة مليوني متر مربع ويشمل جميع الأنشطة المتعلقة ببيع المفروشات والأجهزة الكهربائية، ومن ضمنها إنشاء صالة حراج على أعلى المستويات تلبي جميع المتطلبات التنظيمية. وأكد أن السبب في تأخر بدء المشروع هو طبيعة المنطقة الجغرافية الصخرية، التى تحتاج إلى تفجير وتكسير وكذلك وجود تعديات بالمنطقة جاري العمل مع الجهات المختصة لإزالتها.