تسعى الخطوط الجوية السعودية للتطوير المستمر، وإنشاء أفضل أسطول للطيران بين الشركات العالمية، والتي تغطي شبكة خطوطها مساحة واسعة على الكرة الأرضية؛ بهدف الوصول إلى الكثير من دول العالم، وعند صعود المسافر على متن طائراتها يشعر بالراحة والطمأنينة؛ لأنها تحمل كلمة التوحيد، ويقودها شباب سعوديين من أكفأ الطيّارين في العالم، ولها سمعة دولية واسعة ومميزة يشهد بها الجميع. خطوطنا الجوية تحتاج إلى خدمات لوجستية تواكب التطور الذي تعيشه هذه البلاد، فمطار الملك عبدالعزيز مازال لا يُواكب هذا التطور، فقد أصبح ضيقًا من حيث المساحة والسعة الاستيعابية لأعداد المسافرين ذهابًا وإيابًا؛ حيث ينوء المطار بالأعداد المتزايدة عامًا بعد عام وبشكلٍ ملحوظ، ليس في فترة الصيف فقط، أو الحج، بل على مدار العام، وتزداد فيها الأعداد بشكلٍ كبير تمتلئ معه صالات الركاب، ويزداد التكدس حول كاونترات التذاكر، وتواجهك الصفوف الممتدة التي تأخذ وقتًا طويلًا لإنهاء إجراءات السفر، والحصول على بطاقة صعود الطائرة، أضف إلى ذلك حافلات الركاب التي قلَّما تُستخدم في أي من مطارات العالم المتقدِّم، ويتكدس الركاب وقوفًا وقعودًا حتى الوصول إلى الطائرة. وهناك مشكلة أخرى مهمة جدًّا وتحتاج معالجة عاجلة، وهي تأخُّر وصول أمتعة القادمين من السفر؛ حيث تتداخل الرحلات مع بعضها البعض، ويتكدس الركاب حول سيور العفش التي عفا عليها الزمن؛ لأنها بطيئة الحركة، والوقوف حولها لساعاتٍ طويلة لاستلام الحقائب، التي قد يمتد وصولها إلى ساعتين أو أكثر؛ ما يزيد من وعثاء السفر. هذه بعض الملاحظات التي تحتاج معالجة سريعة؛ حتى يتم الانتهاء من مطار الملك عبدالعزيز الجديد، الذي نتمنى ونرجو أن يُخفِّف من هذه الإشكالات، وتختفي معه هذه المنغصات، ويظهر كواجهة حضارية بما يتواءم ويتناسب مع مكانة المملكة العربية السعودية، كما نأمل في توطين الوظائف لسد العجز في الموظفين وإشغالها بالكوادر؛ لأن المساحة سوف تكون شاسعة؛ الأمر الذي يحتاج معه أعدادًا كبيرةً من القوى المشغِّلة، والخدمات المساندة، لتغطية النواقص في مختلف المجالات التي تقدمها المطارات الدولية المتقدمة، وخطوط الطيران المميزة لراغبي السفر، سواءً على خطوطنا السعودية، أو الخطوط الأجنبية الأخرى، وأن يتم التدريب الكافي لهذه الكوادر، وإعدادها جيداً قبل فتح مطارنا الجديد. نحن مُقبِلُون على نهضة شاملة، وخطط تنموية طموحة تُعزِّز من إنجازات هذا الوطن، وإن مطار الملك عبدالعزيز الدولي يُمثِّل جزءًا من منظومة الرقي بهذه القطاعات التي يستهدفها الملايين من القادمين والمغادرين لهذه البلاد، من الحجاج، والعمّار، والزوار، والسياح، والتي قد تفوق أعدادهم (11 مليون راكب)، خلال العام الحالي، لا سيما أن مطار الملك عبدالعزيز سيستقبل أكثر من 5 ملايين راكب لعامنا هذا المبارك 1440ه من الحجاج فقط. التسريع في استكمال مشروع المطار الجديد مطلب أساسي سيتحقق بإذن الله بجهود أبناء هذه البلاد المباركة، وبقيادة راعي نهضتها خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين -حفظهما الله- مع دعم حكومة راشدة، ورجال مخلصين تدفع بعملية التطور والتنمية، حتى يتحقق الهدف المنشود في هذا العهد الميمون.