رغم التحول الكبير في مطار الأمير نايف بالقصيم، والذي يشهد التاريخ أنه كان مجرد أرض ترابية، إلا أن المساحة الضيقة التي عليها المطار حاليا، ربما فتحت الكثير من علامات الاستفهام، حول مواكبته للمرحلة المقبلة، التي تشهد فيها المنطقة الكثير من التنمية والتطور. وارتفعت أسهم المطار فجأة بعدما حصل على الأولوية وفق تصنيف هيئة الطيران المدني، في الرحلات الدولية، متفوقا على الكثير من المطارات الأخرى الداخلية، لعامين متتاليين. من هنا كان يجب الوقوف على ملامح العمل داخل المطار المتخم باستقبال الآلاف من المسافرين، والتعرف على آليات العمل داخله، وما إذا كانت ترضي طموح المسافرين أم أنها لا تزال مقتصرة على بعض الخدمات ودون جودة. في البداية ربما تستوقفك قلة الرحلات الداخلية التي ما زالت بعيدة عن التطور، حيث لا تتجه إلا لأربعة مطارات داخلية فقط، فيما الآلاف يصطفون للرحلات الدولية. وفي صالتي المغادرة والقدوم كانت علامات الرضى واضحة، والملاحظات فقط على المساحات الموجودة التي ستنتهي خلال عامين مع انتهاء المطار الجديد الذي يسلم حسب العقد قبل نهاية العام 2017 م حيث بدأ العمل الجاد من قبل المقاول. وكانت بداية الشكوى تتمثل في أنه اصبحت العمرة من مطار القصيم ضربا من المستحيل بسبب ندرة الرحلات حتى مع دخول طيران ناس الذي شغل 14 رحلة إلى جدة وبلغ المعدل الاسبوعي داخليا ودوليا 324 رحلة من القصيم إلى عدة جهات، 4 محطات داخلية و8 دولية. عندما دخلنا مكتب مدير مطار القصيم محمد المجلاد كان منشغلا في اعمال تنظيمية، طلبنا مرافقته لرصد ملاحظات المسافرين والرد عليها مباشرة فوافق دون تردد. وأمام كاونتر المغادرة لإحدى الشركات قال المسافر عبدالله الشمري للمدير: نحن حائرون أين موظفو الشركة التي سنطير على طائرتها، فرد المجلاد مباشرة أن كل كاونتر مدون عليه اسم الوجهة والشركة ولكل شركة موظفوها المختصون للمحطة والطاقم. ووصل احد المسافرين يشتكي من رفض موظفي احدى الشركات صعوده إلى الطائرة التي ستقله لإحدى العواصم خارج المملكة، فقال المجلاد مشكلتنا الاولى ومشكلة هذا الراكب تحديدا هي مع مكاتب السفر التي لا تبلغ المسافر بأهمية الوصول المبكر إلى المطار حيث إن النظام يغلق الرحلة الدولية قبل ساعة وهناك من يصل قبل ساعة وينتظر بالطابور وعندما يصل الموظف يفاجأ باغلاق الرحلة، وهذا نظام معمول به عالميا والسبب عائد الى الاجراءات الخاصة بالسفر الدولي وكل ما نطلبه من المسافرين أن يحضروا على الأقل قبل الرحلة بساعتين لإنهاء إجراءات سفرهم كما يجب دون تعطيل. وفي مدخل التدقيق قال المسافر لمدير المطار: مكان الدخول مزدحم، فرد المجلاد: نعم ومع ذلك يوجد ثلاثة موظفين يحركون العمل سريعا وبعد ذلك ينتقل المسافر إلى بوابة تفتيش الحقائب وتم وضع مسارين لركاب الدولية والداخلية حتى لا يتم تكرار التفتيش لمسافري الدولية وتكون هناك انسيابية بالسفر. الدعم بالكوادر وفي الصالة الداخلية كان موظفو الجوازات يعملون بطاقة مضاعفة عبر عدد من الموظفين، وقال مدير المطار ردا على تساؤل حول وجود ملاحظات إنهم مع العاملين بجوازات المنطقة وجدوا حلولا للوضع وقد تم تدعيمه بالقدرات البشرية المدربة والمميزة وهذا ساعد كثيرا في تسهيل التدقيق في جوازات المسافرين والتبصيم وغير ذلك. وعن مطالب مسافرين بمضاعفة خدمات المطاعم، قال استطعنا أن نستغل المساحات المتاحة وتم افتتاح مطعم وخدمات اخرى ومركز تسوق وبنك وصيدلية وحتى وضعنا زوايا للقراءة بالتعاون مع مكتبة الملك سعود ببريدة كما نطلق قريبا غرف الاحرام وهي مخصصة لمن يريد الاحرام من المطار بدلا من الدخول إلى دورات المياه، واضاف: افتتحنا مؤخرا صالة الدرجة الأولى في المطار ونحن ندرك أن المساحة يمكن التعامل معها بالعمل الجاد. شكوى العفش وفي صالة القدوم الدولية كانت الشكوى الأكثر بين القادمين هي وجود سير الحقائب التي تنزل من الطائرة في ركن ضيق، حيث قال المسافر عبدالرحمن الفلاج: عندما تصل اكثر من طائرة نعاني -وانا صاحب تجربة لتكرار سفري- من عملية تأخر انزال الحقائب، فرد مدير المطار: نعم ندرك هذه المعاناة ولكن تساعدنا الجدولة حيث يفصل بين وصول كل طائرة عن الأخرى 45 دقيقة على الأقل إلا في حالات التأخير الخارج عن الارادة مما يصادف وجود طائرتين في وقت واحد. وفيما انتقد المسافر محمد حسن طول المسافة بين الجمارك وسير الحقائب، ما يسبب تكدسا، قال المجلاد: كما قلت المساحة ولكن نحن تجاوزنا ذلك مع الجمارك بوضع جهازين للتفتيش ساعدا على سرعة انجاز الاجراءات المعتادة وقد ترصد ذلك. زحام الجوازات صادف وجودنا وصول رحلة دولية تضم عددا كبيرا من المسافرين، حيث اوصلتهم احدى الحافلات الجديدة التي تم ادخالها للعمل قريبا في مطار الامير نايف بالقصيم، فقال المجلاد: الآن يدخل القادمون إلى الصالة وتشاهدون عملية الفرز على 6 كاونترات للجوازات، وهناك جهد كبير يبذل من موظفي الجوازات لعلاج أي ضغط يحدث. 10 آلاف رحلة العام الماضي وصلت أول طائرة إلى بريدة وتحديدا في المدرج الترابي الذي أمر بإنشائه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه اواخر الستينيات الهجرية من القرن الماضي، وأنشئ لاحقا مدرجان مماثلان في عنيزة والرس، حتى العام 1384ه، حيث افتتح مطار القصيم المركزي وألغيت المدارج الترابية. واستمر ذلك المطار حتى أنشئ المطار الحالي عام 1400ه، وكان قبل اربع سنوات محدود الرحلات الداخلية بعدد 29 رحلة اسبوعيا وفي شعبان 1433ه، تغير المسمى بأمر سام إلى مطار الامير نايف بالقصيم حيث بدأ تحديث المطار والعمل على إجراء توسعات. وفي 26/6/2010م وصلت اول رحلة دولية للمطار حتى اصبح عدد الرحلات الدولية 206 رحلات دولية اسبوعيا تصل الى القاهرة والاسكندرية واسطنبول ودبي والدوحة والشارقة والمنامة وطرابزون، فيما ارتفعت الرحلات المحلية لأربعة مطارات داخلية الى 128 رحلة عبر شركتي السعودية وناس ووصل عدد الرحلات الى 324 رحلة أسبوعيا في مطار القصيم. وخلال العام الماضي والذي قبله سجل المطار أولوية على المطارات الداخلية بوصول 10 آلاف رحلة خلال العام الماضي نقلت ما يزيد على مليون ومائة وخمسين ألف مسافر ويتوقع أن ينمو العدد خلال العام الجاري حيث تعمل 10 شركات بالسفر الدولي وشركتان محليا وتمت زيادة مواقف الطائرات لتصل الى 13 موقفا وتم تدشين خدمة حافلات الركاب. المطار الجديد نهاية 2017 أرست الهيئة العامة للطيران المدني مشروع تطوير مطار الامير نايف بالقصيم على تحالف شركة المهيدب مع شركة المانية، وروعي في التصميم متطلبات السفر في المستقبل عبر صالات وممرات مباشرة الى الطائرات ويتوقع تشغيله خلال الربع الأخير من العام 2017م. وأثنى أمير القصيم في حديث سابق على ما تحقق في مطار الامير نايف بالقصيم قائلا: صنعت إدارة المطار إنجازا في مساحات ضيقة وحققت نسبة عالية وتفوقا كبيرا على مستوى المطارات الداخلية بتعاون كافة الجهات وهذا شيء نفخر به بالمنطقة التي اصبح مطارها يخدم القصيم ومحافظات المناطق المجاورة.