بالرغم من مضي ما يقارب 9 أشهر على إطلاق الحملة البيئية، التي شنتها الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة للقضاء على مصبات ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر أبدى عدد من زوار وأهالي مدينة جدة استياءهم بعد انتشار الطحالب ومظاهر التلوث على مستوى واسع في مياه الواجهة البحرية خلال الأيام الماضية وتساءلوا عن سر ظهورها بالرغم من أن المنطقة تخضع لنظام صيانة ومتابعة مختلفة عن غيرها من المناطق البحرية في جدة. ورغم شكاوي الأهالي والمتنزهين، وتحذير خبير بيئي من تكرار سيناريو مشابه ل»بحيرة النورس»، ونفوق الأسماك بسبب التلوث، فإن أمانة جدة والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة التزما الصمت، ولم تتلقَّ الجريدة إجابة على استفساراتها رغم إرسالها قبل النشر بأيام عدة. وعلى مقربة من ساحة الرمال والمنطقة المخصصة للسباحة وساحة «الصياد» بالمنطقة البحرية، التقت «المدينة» بعدد من الزوار؛ حيث أشار عبدالله البارقي إلى أن هذه هي زيارته الأولى لواجهة جدة البحرية والتي لا تزال تتمتع بجمالها، إلى أن عكر التلوث صفو مياهها. مشيرًا إلى النفايات التي ملأت زوايا البحيرة، وانتشار الطحالب. فيما قال غسان حامدين إن البحيرة المخصصة للسباحة يوجد بها وعلى مقربة منها عدد من المصبات كتلك الموجودة على امتداد شواطئ جدة، والتي قد تكون سببًا أساسيًّا في ذلك التلوث، لا سيما أنه كما يتجلى للعيان تكاثر الطحالب، وانتشارها وانطلاقها من المناطق المجاورة لتلك المصبات، إضافةً إلى انتشار الروائح الكريهة حولها، والذي يعتبر دليلًا قاطعًا على وجود خطأ ما، تسبب في ظهور تلك الطحالب، وانتشار الروائح. فيما أشار عدد من الزوار إلى انتشار القوارض في المنطقة، والتي تصاحب هذا التلوث البحري الناتج عن تجمع النفايات على الشواطئ، مبدين استياءهم من عدم التزام بعض الزوار بالتعليمات، إضافةً إلى وجود خلل في عملية نظافة وصيانة المجرى الموصل إلى البحيرة. متسائلين عن الوقت الذي ستضع فيه الجهة المختصة حدًّا لهذا التلوث البحري، الذي يسيطر على شواطئ العروس، إلى أن طال التلوث هذا المشروع الجمالي، ليبدد تلك الأموال التي تم صرفها. خبير يحذر من سيناريو مشابه ل»بحيرة النورس» حذر الخبير البيئي بجامعة أم القرى، الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني من حدوث كارثة مشابهة لحادثة نفوق أسماك بحيرة النورس؛ نتيجة هذا التلوث؛ بحيث يحدث خلل في النظام البيئي لتلك المياه؛ ما يؤثر على الكائنات الحية بداخلها من أسماك وبيئة بحرية، وقد يمتد ضرره في حال عدم السيطرة عليه في وقت مبكر. وأشار إلى أن هذا النوع من التلوث غالبًا ما يصاحب فترات الإجازات والفترات الصيفية؛ نتيجة إلقاء بعض الزوار بالنفايات والأطعمة في أماكنها غير المخصصة، وعدم إدراكهم ثقافة التعامل مع النفايات، لتصل بطريقة أو بأخرى إلى مياه البحر، فتبدأ بالتجمع، ومن ثم تنشأ البكتيريا والفطريات والطحالب، وتبدأ القوارض في الانتشار. كما أكد تركستاني وجود عدد من مصبات مياه الصرف الصحي والمياه غير المعالجة بالمنطقة، مشيرًا إلى أن هذا السبب هو من أهم الأسباب في حادثة بحيرة النورس، ولا يمكن للمياه المعالجة أن تُحدث هذا التأثير، مشيرًا إلى أنه قد تمت مناقشة وجود هذه المصبات في العديد من وِرش العمل. «الأرصاد» لا ترد «المدينة» قامت بالتواصل مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة، من خلال المتحدث الإعلامي حسين القحطاني، وسألناه عن دور الرئاسة في ما يحدث من تلوث على الكورنيش الجديد، وعرضنا عليه المشكلة، ووعد بالإجابة، وتوضيح موقف الأرصاد من هذه الممارسات، التي وصفها من خلال الاتصال المتكرر ب»ممارسات بيئية خاطئة»، ورغم مضي أيام عدة حتى إعداد هذه التقرير لم يصل أي توضيح. 5 أيام ولم ترد أمانة جدة «المدينة» قامت بالتواصل مع أمانة محافظة جدة من خلال (المركز الإعلامي)، وطرحنا عليها المشكلة الحاصلة في الكورنيش، وطلبوا إرسال استفسار عبر موقع الأمانة «جواب»، ومنذ أكثر من 5 أيام لم نتمكن من الحصول على معلومات رغم الاتصالات المتكرره عليهم، فإن مسؤولي المركز قال إنه تم التواصل مع الادارة المعنية بهذا الأمر داخل الأمانة؛ للانتقال فورًا إلى موقع مصب الصرف الصحي في الكورنيش، والرفع بتفاصيل المشكلة.