ندد محامو المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان نسرين سوتودة التي أوقفت في إيران في يونيو، الماضى بإصدار حكم بالسجن عليها بتهمة التجسس، مشيرين إلى أنه لم يسبق أبدًا توجيه تهمة إليها رسميًا ولم تمثل أمام المحكمة، هي محامية إيرانية بارزة ومدافعة عن حقوق الإنسان، دافعت عن سياسيين ونشطاء معارضين بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد في 2009 كعيسى سحرخيز وحشمت تبرزادي، والمساجين المحكوم عليهم بالإعدام في جرائم ارتكبوها وهم قصَّر، ومثلت كذلك المحامية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي في دعواها ضد صحيفة كيهان. واعتقلت في سبتمبر 2010 بتهمة «الدعاية ضد النظام والعمل ضد الأمن القومي» وأودعت سجن إيفين، تم الحكم عليها بالسجن لمدة 11 عامًا، ثم تخفيف الحكم إلى 6 سنوات بضغط من الأممالمتحدة والحكومات والمنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان كالفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان. ولدت عام 1963 في أسرة متدينة تنتمي للطبقة المتوسطة أرادت دراسة الفلسفة، وعند التحاقها باختبارات التأهل للجامعة حصلت على المركز ال53 لكنها لم تتمكن من دراسة الفلسفة لتدرس القانون في جامعة شهيد بهشتي بطهران، وخاضت امتحان القبول بنجاح في 1995 لكن كان عليها الانتظار ل8 سنوات حتى تحصل على رخصة مزاولة المهنة. تزوجت نسرين من رضا خندان، وأنجبت منه طفلين وتشيد به لكونه رجلًا متحضرًا يقف إلى جانبها ويعينها على مواصلة نضالها، وبدأت نسرين عملها في المكتب القانوني لوزارة الإسكان، وبعد عامين انضمت للجناح القانوني لبنك تجارت، وقد انخرطت وقتذاك في العمل على حل أزمة الرهائن. بداية نشاطها في مجال حقوق المرأة كان عبارة عن مجموعة من المقابلات والتقارير والمقالات المقدَّمة لجريدة دريتشة والتي رفضها رئيس التحرير؛ مما جعل نسرين أكثر عزمًا على المضي في الدفاع عن حقوق المرأة. تعد نسرين أحد أنشط المحامين في إيران، ويتضمن عملها الدفاع عن الأطفال والأمهات المُعتدى عليهن، وحماية الأطفال الذين تعرضوا للعنف ضد الأطفال وللمعاملة السيئة من العودة إلى آبائهم، وتؤمن نسرين أن الآباء الذين يرتكبون جرائم الاعتداء على الأطفال هم مرضى أو ضحايا اعتداء سابق، وفي حاجة إلى رعاية وعلاج نفسي، وتأمل أن توفر المحاكم أخصائيين نفسيين للتعامل مع الأطفال ضحايا العنف والاعتداء. وقبل اعتقالها دافعت شيرين عن نشطاء وصحفيين كعيسى سحرخيز وحشمت تبرزادي وناهد كيشافارز وبارفين أردلان وأميد معماريان ورويا تولوي وقضايا جنائية وقضايا اعتداء على الأطفال، كما عملت مع المحامية الحاصلة على جائزة نوبل شيرين عبادي في المركز الذي أسسته للدفاع عن حقوق الإنسان، وقد ظهرت في فيلم «تاكسي» (2015) مع المخرج الإيراني جعفر بناهي، وتحدثت عن الصعوبات التي يواجهها المعارضون والمدافعون عن حقوق الإنسان في إيران