يتميز الحرفي هليل الحارثي بالدقة في منتجاته الحرفية حيث تميز بين الحرفيين بالدقة في العمل وبدأت قصة الحارثي قبل 25 عامًا، حينما كانت والدته تحيك الملابس الحجازية و«السدو»، وهو أحد أنواع النسيج البدوي التقليدي، الذي ينتشر في التقاليد البدوية، وغالبًا ما يستخدم وبر الجمل أو شعر الماعز أو صوف الغنم لحياكته، ويستعمل «السدو» لحياكة الخيمة البدوية المعروفة ب«بيت الشعر»، التي تحمي من حرارة الشمس وبرد الصحراء في الليل. ويقول الحارثي: إن والدته كانت تحتاج إلى من يساعدها، فلم يكن باستطاعتها العمل وحدها، ما جعلها تستعين بابنها، وهو ما تسبب في تعلمه المهنة وإجادتها باقتدار، حتى أصبح يحترف صناعة الأنواع المختلفة من تلك الملابس والمفروشات الحجازية، بل تعدى ذلك إلى حياكته الثياب العسيرية بإتقان. وقال الحارثي: إن الثوب المالكي هو أكثر الثياب التي تستغرق منه وقتًا طويلًا في الخياطة اليدوية، إذ يقضي في حياكته نحو20 يومًا متواصلة، لكونه ثوبًا من الحرير الخالص، وعلى النقيض منه يستغرق نسج الثوب المستوحى من تراث بني ساعد مدة أسبوع واحد فقط.