لم تسلم السيدة أم أحمد المهنا نفسها للأماني والرجاء في انتظار الوظيفة، بعد أن حصلت على شهادة البكالوريوس في المحاسبة، بل حزمت أمرها، وكسرت كل الحواجز، وأوقدت نار «التاوة» لتمتهن صناعة خبز الرقاق، المعروف عند الأحسائيين ب»خبز المسح»، لتكسب شهرة واسعة بجودة ما تنتجه، أهلتها للمشاركة في العديد من المهرجانات الشعبية في المنطقة، ومن أهمها مهرجان جواثا السياحي.. «المدينة» جلست إلى أم أحمد، واستمعت لها، وهي تحكي تجربتها مع هذه المهنة، فقالت: أمتهن هذا العمل من باب الهواية، فأنا أحمل شهادة البكالوريوس في المحاسبة، ولكن اليد العاملة خيرٌ من اليد العاطلة، لكني ما زلتُ أنتظر باب الفرج والوظيفة؛ من أجل تحسين المعيشة، والحمد لله الدخل مقبول على كل حال، وشاركت في الكثير من المهرجانات للأسر المنتجة. ولي سنوات عدّة وأنا أعمل في هذا العمل، وأجد في ذلك متعةً وراحةً وأنا أؤدي هذا العمل. وتكشف «أم أحمد» أسرار مهنتها قائلة: أقوم بتجهيز خبز المسح بمزج الطحين البر أو الأبيض بالماء والملح، ثم أضع كميةً من العجينة الناتجة من ذلك على «التاوة»، ثم أفرش مقدارًا من العجين على الصاج باليد، وقد أضيف عليه البيض أو الجبن أو الزعفران، وأبدأ أُحوِّرها عليها بشكل دائري، حتى إذا ما نضجت أدخل من تحت طرفها السكين لأرفعها إلى النصف وأثنيها على بعض، ومن ثم اثنيها مرة ثانية؛ ليكون الخبز ربع دائرة، ومن ثم إزاحتها من على التاوة تمامًا لأضعها في المنسف.