يواجه الرئيس المالي الحالي إبراهيم أبوبكر كيتا اليوم 23 منافسًا في انتخابات رئاسية يترقبها العالم وأفريقيا علها تدفع بصمود اتفاقية السلام الموقَّعة في 2015 بين المعسكر الحكومي ومعسكر التمرد السابق الذي يهيمن عليه الطوارق، ويتوجه صباح الغد نحو 8 ملايين ناخب مسجلين في كشوف الانتخابات إما لإعادة انتخاب الرئيس إبراهيم أبوبكر كايتا الذي كان قد انتخب في 2013 وإما لانتخاب أحد منافسيه ال23 وأشهرهم صومايلا سيسي. ويرى الرئيس كيتا أنه تمكن من التقدم بسفينة مالي رغم الأمواج العاتية، مؤكدًا ضرورة الاستمرار لمواجهة بقايا العنف والإرهاب.. وفي المقابل، يرى المرشح علي بوبكر ديالو، أن الهجوم المسلح هذا الأسبوع على قافلة لفريق حملته في شمال باماكو، يؤكد ما يعتبره فشلاً ذريعًا للرئيس. وكالمعتاد في مالي وغيرها من دول افريقيا والعالم، نددت المعارضة مسبقًا بخطر التزوير، خاصة فريق صومايلا سيسي الذي كان قد هُزم عام 2013 مؤكدًا الاختلاف بين قاعدة البيانات التي أعدت وفقها بطاقات الناخبين وتلك التي نُشرت إلكترونيًا. يذكر هنا أن مالي سميت في عام 1904 بالسودان الفرنسية وفي عام 1920 أصبحت جزءًا من الاتحاد الفرنسي، وفى ستينيات القرن العشرين، ركزت مالي على التنمية الاقتصادية قبل أن ينفذ الجيش انقلابًا بزعامة الملازم موسى تراوري عندما تدهورت الأحوال الاقتصادية، وفي عام 1974 صدر دستور جديد جعل مالي دولة الحزب الواحد يسيطر عليها حزب الشعب المالي الديمقراطي الاشتراكي القومي بزعامة تراوري، وتم إنهاء الحكم الدكتاتوري عام 1991 بحكومة انتقالية، وفي 1992 تم إجراء أول انتخابات رئاسية ديمقراطية فاز فيها الرئيس ألفا عمر كوناري، ولدى إعادة انتخابه عام 1997، سار في نهج الإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد. وفي 2002 خلفه بانتخابات ديمقراطية الرئيس حمدو توماني توري، وفي 21 مارس 2012، سيطرت مجموعة من العسكريين الماليين على السلطة، بعد استيلائها على القصر الرئاسي في العاصمة باماكو. ولد الرئيس كيتا الذي فاز ب329149 صوتًا، أو 21.15٪ من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم 28 أبريل نيسان 2002 في كوتيالا مالي، درس في ثانوية Janson-de-Sailly في باريس وAskia-Mohamed، في باماكو، ثم تابع دراسته في جامعة داكار، وجامعة باريس معهد التاريخ الحديث للعلاقات الدولية (IHRIC)، وهو حاصل على درجة الماجستير في التاريخ وعلى درجة الدراسات العليا، كذلك في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وبعد إكمال دراسته، أصبح باحثًا في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، وقام بتدريس مقررات تخص السياسات في العالم الثالث في جامعة باريس، عاد إلى مالي ليصبح المستشار الفني لصندوق التنمية الأوروبي وهو برنامج من الاتحاد الأوروبي للمساعدات في التنمية داخل مالي، ثم مدير منظمة «أرض الإنسان» وهي منظمة دولية غير حكومية تساعد الأطفال في العالم النامي.